بقلم فواز أيو .
البترول .. تكبير ، غازات طبيعية .. الله أكبر ، مناجم ذهب .. وَحِدوهْ !
العم سام حين يسيل لعابه للسبائك الصفراء يُغْرِقُ العالم بالدهشة ، طبعاً هذا لعاب العم سام وليس أي لعاب آخر إنه يسيلُ أنهاراً وجداول !
كردستان وما أدراكم ما كردستان، هي خزينة أموال الله وبنكه المركزي أودع فيها تحويشة الكون !
كرد الله الذين لم يكن لهم إلا الريح ساروا على السجّاد الأحمر، رحم الله أيام المغارات وبدأت أيام المطارات..طائرة إلى جينڤ وأخرى إلى روما لتحط مساءً للعشاء في باريس ومن ثم الفطور يُعدْ في تمام الحادية عشرة بتوقيت نيويورك في واشنطن !
اللهم لا حسد ولا ضيقة عين وهو العليم كم كنّا ندعوا لهم في اللحظة الواحدة أن تتكلل خطواتهم بالتوفيق ولكن العبرة في النتائج !
النتائج،…
توافقتْ المصالح أن ينشأ إقليم كردي في الشرق الأوسط يحفظ للعالم بعضاً من ماء الوجه حيال ما تم من إبادات بحق الكرد والأهم أن يحفظ لهم مال الكرد !
مثلاً،تركيا التي كانت تعارض نشوء أي نوع من الإستقلالية للكرد حتى في إفريقيا صارت المستثمر الأكبر في الإقليم وعَبَرَ رئيس وزرائها أردوغان تحت المئات من الشموس الساطعة على أعلامها،هو العم سام حين يريد أنْ يُوَفِقْ بين المصالح !
فكّرَ العم سام طوال عقدٍ من الزمن كيف تُتاح له ثرواتنا وبحثَ عن المعادلة الصحيحة كي تكون المكاسب مضمونة بعيداً عن المبادئ! فعرض تصوراته على قياداتنا التي كان من السهل عليها تعلم كلمة Yes
العم سام : شارَكْنا في قتلِ والدكم فهل تسامحوننا؟!
قياداتنا : Yes !!
هل تقبلون شراكتنا؟!
نحنُ : Yes !!
هل تضمنون مصالحنا؟!
نحنُ : Yes !!
طبعاً أنا لستُ ضد ال Yes السحرية التي حوّلتنا من عبيدٍ للعرب إلى عبيدٍ للغرب حيث مستوى المعيشة يختلف ٣٦٠ْ ولكنها تتحول أحياناً إلى نقمةٍ على بعض الأخوة الآخرين، يا أخي هكذا هي الحياة فهل لأحدٍ أن يعترض على حكم الله و القدر؟
مبروكٌ لكم ما أنعم به العم سام عليكم ولنا كما دائماً الريح .
العم سام وهو يتطاير سروراً ب Yes نا وعدكم بجنتهِ قائلاً: هل ترون أمراء الخليج العربي كيف ينعمون بفضلنا بجنات تجري من تحتها الحوريات؟! ستكونون مثلهم !
صدق العم سام وعده وبدأ يفتح الطرقات ويعلو في العمران ويسحب الأنهار وينقلكم من مسرحٍ لآخر ومن دارِ عرضٍ لأخرى حتى نسيتم المغارات التي لازلنا نقطنها !
يقول ابن خلدون في بناء الدولة أنها تمر بثلاثة أجيال ((بتصرّف)):
الجيل الأول : مقاتل صلب متمسك بمبادئ أصيلة يتمكن من بناء الدولة .
الجيل الثاني : يستلم مقاليد دولة قوية فيبدأ بالعمران .
الجيل الثالث : ينغمس في ملذات الحياة التي أمّنها له الجيلين السابقين حتى تنهار الدولة .
طبعاً ليس من الضروري أن تنتهي الدولة في ثلاثة أجيال حقيقية ( جد، أب، حفيد) فكل جيلٍ قد يمتد لأكثر من دورة توالدية ولكن عموماً هذه هي المراحل التاريخية لنشوء الدول وانهيارها وتبقى المدة الزمنية مرتبطة بأصالة المبادئ المزروعة في كل جيل !
من دلائل تشابه إقليمنا مع إمارات وممالك الخليج العربي عدا النفط والثروات والخالق؛ تفاصيل صغيرة أخرى:
١ – محاولة خلق عائلة قوية حاكمة .
٢ – محاولة خلق تيار ديني متشدد يهدد متى شاء العم سام استتباب أمن الحكم لتلك العائلة .
٣ – مصادرة القرار النهائي في الشؤون المصيرية .
٤ – إحاطة رأس الهرم الحاكم برجالات تُدينْ بالولاء المطلق للعم سام .
ليسَ تناقضاً مع ما سبق ولكنها شهادة للتاريخ لا يحتاجها مني, أنّ مواقف الزعيم الكردي مسعود برزاني كردوارية حتى الصميم ولكنها اللعبة الدولية التي لا تعترف بأي قيادةٍ تعلو فوق مصالحها !