
كوردستريت|| #العلم والتكنولوجيا
واشنطن – (وكالات)
تعمل شركة “كواز إنرجي” (Quaise Energy)، التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، على تنفيذ مشروع طموح لحفر أعمق حفرة في التاريخ، بهدف استغلال حرارة باطن الأرض كمصدر مستدام للطاقة الكهربائية.
ويعتمد المشروع على تقنية مبتكرة تستخدم موجات الميكروويف لتبخير الصخور، ما يتيح الحفر إلى أعماق غير مسبوقة تصل إلى 20 كيلومترًا تحت سطح الأرض. وتكمن أهمية هذا العمق في بلوغ درجات حرارة تتجاوز 500 درجة مئوية، وهي كافية لتوليد طاقة كهربائية غير محدودة تقريبًا.
ثورة في مجال الطاقة النظيفة
وصرّح ممثلو الشركة أن هذه التقنية تمثل ثورة في مجال الطاقة النظيفة، إذ تتيح إمكانية توليد الكهرباء بشكل دائم دون الحاجة إلى الوقود الأحفوري. وأوضح الباحثون أن الطاقة الحرارية الجوفية متوفرة في جميع أنحاء العالم، ما يجعلها بديلاً مثاليًا للطاقة التقليدية.
مقارنة مع أعمق حفرة في التاريخ
ويفوق المشروع الأميركي طموحات سابقة، أبرزها بئر كولا العميق في روسيا، الذي حفره الاتحاد السوفيتي في سبعينيات القرن الماضي بعمق 12 كيلومترًا فقط، قبل أن يتوقف بسبب الصعوبات التقنية وارتفاع درجات الحرارة.
ويختلف المشروع الأميركي عن بئر كولا من حيث التقنية والأهداف، إذ تستخدم “كواز إنرجي” موجات الميكروويف بدلاً من أدوات الحفر التقليدية، كما أن الهدف الأساسي هو استخراج الطاقة الحرارية الجوفية، وليس مجرد استكشاف القشرة الأرضية.
إمكانية إحداث تغيير جذري
ويراهن الخبراء على أن نجاح المشروع قد يغير مستقبل إنتاج الطاقة في العالم، حيث سيوفر مصدرًا مستدامًا وغير مكلف مقارنة بالوقود الأحفوري والطاقة النووية. وتطمح الشركة إلى تشغيل أولى محطاتها المعتمدة على هذه التقنية بحلول عام 2028.
وفي حال نجاح هذا الابتكار، قد يصبح بديلاً رئيسيًا للطاقة، ما يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية ومواجهة التغير المناخي بشكل فعال.