يلماز سعيد
مع تزايد الإهتمام السوري والدولي بمقاومة كوباني وصمودها البطولي في وجه إرهاب دولة البغدادي، وطرح بعض كتائب الجيش الحر فكرة إرسال قواتها للدفاع عن كوباني، ودخول قوات البيشمركة عبر الاراضي التركية، أعلنت جبهة النصرة حربها على الكتائب المعتدلة التي تمثل الثورة والثوار كحركة حزم و جبهة ثوار سوريا..، مستغلة فرصة انشغال العالم و على وجه الخصوص التحالف الدولي في تحديد قدرات داعش، للانقضاض على هذه الكتائب المعتدلة في كل من جبل الزاوية الاستراتيجي، و خان السبل ، و استطاعة النصرة مع جند الاقصى وأحرار الشام من الإستيلاء على غالبية المنطقة، والتي تعتبر عقدة المنطقة الغربية و الشمالية الغربية الجويوعسكرية.
جبهة الجولاني ( النصرة ) التي تعتبر فصيل تابع للقاعدة رسميا، دافع عنها قسم كبير من المعارضين السوريين و بعض التشكيلات العسكرية، على اعتبارها أحد أركان المعارضة العسكرية الرئيسية ضد نظام بشار الأسد، كشفت عن وجهها الحقيقي في ظل إنشاء تحالف عسكري عريض على الأرض انطلاقاً من كوباني لتشمل العراق و الشمال السوري، و بدأت في كسر اتفاق الهدنة بينها و بين الفصائل المعتدلة، مبادرة الى الهجوم على المقرات، و توسيع رقعة الولايات و السيطرة على العقدة الاستراتيجية.
الجولاني تلميذ البغدادي السجين السابق لدى النظام، أحدث إطلاق سراحه مع البغدادي شكوكاً كبيرة، وضعتهم امام اتهامات واضحة، واسألة كثيرة. برفض الجولاني مبايعة البغدادي كان اعلان انشقاق النصرة عن داعش، والتي كانت الاولى منها ناجحة في اظهار المرونة في التعامل مع المعارضة، و الشدة مع النظام، الا ان النظام كان يحتفظ به كورقة بديلة في حال فشل داعش، و ان لم يكن الانشقاق جدياً، فالخريجان من سجون الأسد والمالكي يتلقون الاوامر من القيادة الشيعية –العلوية، المسيّر الفعلي للقاعدة وداعش..! في ظل اختفاء طال أمده لأيمن الظواهري الذي لم تبدر عنه أي تصاريح لا بشأن انتصارات دولة البغدادي على حساب النصرة-القاعدة، ولا بشأن انكساراتها في كوردستان العراق وكوباني، ولا حتى بشأن الاقتتال الدائر بين (المسلمين ) أنفسهم في جبل الزاوية !! .
بعد ملحمة كوباني الكوردية، مفخرة حلب الشهباء، بدأت جبل الزاوية معقل ثورة القائد إبراهيم هنانو برفع لواء التصدي للتنظيم (جبهة النصرة و جند الاقصى و حلفاءهم) في الطرف الآخر من ساحة القتال المحتدمة، و هنا تستحق جبل الزاوية بجدارة أن تكون ” كوبانية ” إدلب، ملحمة التصدي و الصمود الادلبية. بشكلٍ متزامن تتعرض الآن الكوبانيتان الى هجوم شرس و مرّكز من المنظمات الإرهابية صنيعة نظام بشار ومخابراته، بعدما أزعجه تقدم القوى العسكرية المعارضة في المنطقتين و باتت وبالاً عليه.
على كافة القوى السياسية والعسكرية التي تؤمن بالثورة السورية وأهدافها أن تدافع عن ” كوبانية ” جبل الزاوية لدحر الإرهاب والإرهابيين عنها ، والتصدي لجبهة النصرة و حلفائها، ذلك الخنجر المسنون على خاصرة الثورة السورية، والعمل على تدويل النضال والمقاومة فيها كما هي الحال في كوبانية حلب، لتمتد ضربات التحالف إليها، لأن جبهة النصرة وداعش وجهان لعملة واحدة صنعها النظام.
كمان ان على الثوار ألا ينخدعوا بجبهة النصرة و حلفائها كما انخدعوا بداعش وينتبهوا إلى الاعيبها ومخططاتها التي لن تخدم سوى النظام، لذلك يتطلب من المعارضة التي تسعى لإسقاط الطاغية و بناء دولة العدالة والحرية و الديمقراطية أن تحدد موقفها بجلاء، وأن تطالب التحالف الدولي بضرب هذه التنظيمات و راس الافعى المتمثل بالنظام مع عملياتها التي تخص فقط داعش، فثالوث الإرهاب في سوريا والمنطقة – النظام السوري، داعش جبهة النصرة- خطير عالمي، لا يهدد فقط العراق و الشام.
يمكن تحديد ملامح بدأ المخطط الارهابي القاعدي بالنقاط التالية:
1- اعتداء النصرة على مقرات حزم ذات السمعة الجيدة، التي توجه كل طاقاتها ضد النظام السوري
2- انسحابهم من جبهات القتال في كل من حلب ومورك و ترك ثغرة ادت الى تغول النظام و تقدمه
3- اعتقال شخصيات وقيادات في ادلب لها تاريخ نضالي !
4- رفضت وساطة لواء الحق الذي يعتبر احد الفصائل المقربة من النصرة.!
هذه النقاط توضح فكرة وجود اصرار و مخطط لاقامة امارات موازية لداعش، و تحولي المنطقة الى ولايات لا تخدم سوى النظام السوري…
في حال سيطرة جبهة النصرة على ادلب وأعلنت إمارة ادلب التابعة للقاعدة فهذا سيشكل قوة للقاعدة في المنطقة اكبر من قاعدتها في افغانستان حيث ستكون في موقع استراتيجي لا يستهان به.!
النقاط التي عملت عليها جبهة النصرة، لتدعيم موقفها و ترسيخ قواعدها في المنطقة، خدما لمصلحتها و مصلحة الداعم لمشروعها:
– الحاضنة الشعبية حيث ان النصرة حافظت على علاقة جيدة مع المواطنين و لم تعمل كما فعلت داعش!
– تحالفات النصرة : جند الاقصى – جيش المهاجرين والانصار – جيش الخلافة،
– تأثير كبير على الجبهة الاسلامية عن طريق حركة احرار الشام الاسلامية
– تحييد فصائل مثل جيش المجاهدين و فيلق الشام و التي قررتا الابتعاد.
– سيطرتها على معبر أطمة و بالتالي قطعت امداد جيش الحر
ان نجح التحالف الدولي في الحد و لو جزئيا من قدرات داعش، و لعب دور اساسي في انقاذ كوباني الشهباء من السقوط، عليه ايضا نجدة كوباني الادلبية، قبل فوات الاوان و ارتفاع تكلفة دحر القاعدة من سوريا
يلماز سعيد
معارض كردي سوري