كورد ستريت / انتقدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تغير لهجة خطب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من الحرص على قيم دعم الديمقراطية وتعزيز الحريات إلى التركيز على قضايا مثل التصدي لأي عدوان على الحلفاء والقضاء على شبكات الإرهاب والتدفق الحر للنفط وغيرها.
وقالت الصحيفة – في مقال أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم /الخميس/ – “إن أوباما يعتقد ربما أن التقليل من شأن هذه القيم في العلاقات الخارجية موقف يتسم بالقوة والواقعية، إلا أنه من الممكن أن يؤدي في الواقع فقط إلى تقليص نفوذ الولايات المتحدة في العالم في قضايا من بينها تلك التي حددها أوباما على أنها جوهر السياسة الأمريكية”.
وأضافت أن أوباما أعرب بشكل واضح في خطابه الافتتاحي الثاني عن دعم الولايات المتحدة للمثل الأمريكية حول العالم، متعهدا حينذاك بدعم الديمقراطية من آسيا إلى أفريقيا ومن الأمريكتين إلى الشرق الأوسط، غير أن هذه “المثالية” ما لبثت وأن تغيرت بعد 8 شهور فقط في خطاب يعد الأكثر إهمالا للناحية الأخلاقية الذى يلقيه رئيس أمريكي في العصر الحديث، حيث استبعد أوباما صراحة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن يكون تعزيز الحريات مسألة في صلب اهتمامات الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما قال “إن جوهر اهتمامات بلاده ينصب على التصدي لأي عدوان على حلفائها وحماية التدفق الحر للطاقة وتفكيك الشبكات الإرهابية التي تهدد الشعب، مع وقف تطوير واستخدام أسلحة الدمار الشامل”، ورأت أنه لا ينبغي لأي رئيس أمريكي الإعلان عن تعزيز الديمقراطية كالاهتمام الجوهري الوحيد أو حتى الأولوية الأولى للولايات المتحدة، لأن أي قوة كبرى يجب أن تتعامل مع الاهتمامات الخاصة بالأمن والتجارة.
وتساءلت عما إذا كان أي رئيس أمريكي سابق قد تباهى بأن تعزيز الديمقراطية لن يكون في جوهر اهتمامات أمريكا؟، مشددة على أن الإعلان عن اهتمام أمريكا بتدفق النفط أكثر من حقوق الرجال والنساء يعني التقليل من شأن الجنود والدبلوماسيين الأمريكيين الذين سعوا جاهدين لتحقيق هدف أسمى بكثير مما قد يعترف به أوباما.
واعتبرت الصحيفة أنه من الناحية العملية، إذا أشار أي رئيس أمريكي إلى أن الديمقراطية لا تشكل جوهر اهتمامات بلاده أو إذا ما صنفها في مرتبة أدنى على قائمة أولوياته، فإنه لن يتم تعزيزها من الأساس.