كوردستريت || الصحافة
في رحلته إلى السعودية العام الماضي، أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن إعلاناً حول السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، مفاده أنّ واشنطن لن تنسحب وتترك فراغاً تملأه الصين أو روسيا أو إيران”، وفق صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.
وقالت الصحيفة إنّ التقارب الذي حدث الأسبوع الماضي، بين السعودية وإيران، بوساطة صينية، يشير إلى أن هذا هو بالضبط ما حدث.
ولفتت “واشنطن بوست” إلى أنّ إعادة العلاقات بين إيران والسعودية ليست في حد ذاتها حدثاً زلزالياً؛ لقد قطعوا العلاقات قبل 7 سنوات فقط. لكن الاتفاق الذي عقد الأسبوع الماضي، يكشف عن عيب عميق الجذور في السياسة الخارجية الأميركية، والذي ازداد سوءاً في السنوات الأخيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّه في العام 1995، كتب الصحافي والباحث جوزيف جوفي مقالاً وصّف فيه مسارين للاستراتيجية الأميركية الكبرى بعد الحرب الباردة، أطلق عليهما اسم “بريطانيا” أو “بسمارك”.
الأول كان محاكاةَ بريطانيا في نهجها التقليدي تجاه الجغرافيا السياسية، من خلال بناء تحالفات ضد أيّ قوى صاعدة تبدو مهيمنة ولكن بخلاف ذلك تبقى دون تدخل.
والثاني، دعا إلى استراتيجية بصفته الوسيط، بالاعتماد على بسمارك، رجل الدولة البروسي العظيم الذي وحّد ألمانيا وجعلها القوة العظمى الرائدة في أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر.. والتي اعتمدها وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كسينجر عندما دعا إلى التقارب مع الصين وروسيا.
وشددت الصحيفة على أنّه خلال الحرب الباردة، كانت الولايات المتحدة تتمتع بعلاقاتٍ أفضل مع “إسرائيل” والدول العربية مما كانت عليه مع بعضها البعض، وعلى مدى عقود، قبل الثورة الإيرانية، كانت علاقاتها مع إيران والسعودية أفضل مما كانت عليه مع بعضها البعض.
وأضافت الصحيفة أن واشنطن اليوم، فقدت المرونة التي من شأنها أن تفيد في سياستها الاستراتيجية،مشيرة إلى أنّ سياسة واشنطن الخارجية اليوم تُقسّم العالم إلى أبيض وأسود، وأصدقاء وأعداء.