كوردستريت|| الصحافة
ذكرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية أن ”الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ومساعديه يرسلون إشارات متضاربة بشأن محادثات السلام تجعل الغرب في حيرة، حيث يواجه الممثل الكوميدي السابق خيارات مؤلمة على طاولة المفاوضات مع روسيا.
وأوضحت الصحيفة أن ”ارتفاع حصيلة القتلى في أوكرانيا دفع زيلينسكي إلى النظر في تنازلات لروسيا من أجل إنهاء الصراع المدمر، لكن العناصر المحددة لأي اتفاق سلام قد تناقشه حكومته مع موسكو تظل لغزاً بالنسبة للقادة الغربيين“.
وقالت الصحيفة، في تحليل لها، إنه ”يمكن للجولات السرية من الاجتماعات بين المفاوضين الروس والأوكرانيين أن تحمل مفتاح إنهاء الصراع، ولكنها تحمل أيضاً تداعيات أوسع على الأمن الأوروبي، اعتماداً على كيفية تسوية الأطراف المتحاربة لخلافاتهم“.
وأضافت: ”إذا تمكن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين من استخدام القوة العسكرية لفرض التغيير السياسي في أوكرانيا، فيمكنه استخدام نفس التكتيك في أماكن أخرى، كما يخشى المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون“.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إن ”احتمالات التوصل إلى اتفاق على المدى القريب تبدو قاتمة، لكنهم أوضحوا أن الإشارات المختلطة من زيلينسكي حول مدى اقترابه من التوصل إلى اتفاق لم تؤد إلا إلى زيادة القلق بشأن مسار المفاوضات“.
وأشارت الصحيفة إلى أن ”التوقعات المتضاربة أربكت القادة الغربيين الذين يرون تحركًا محدودًا نحو التوفيق بين مطالب روسيا وما قد تجده أوكرانيا مقبولًا، حيث دعت موسكو لنزع السلاح الكامل عن أوكرانيا وللاعتراف بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو في عام 2014، كأراض روسية ومناطق دونيتسك ولوهانسك الانفصالية كدولتين مستقلتين“
وتابعت الصحيفة: ”كما دعت موسكو إلى (نزع النازية) عن أوكرانيا، وهو مصطلح يُعتقد أن الكرملين يعني به حل حكومة زيلينسكي. ويقول مسؤولون أوكرانيون إن المطالب الأربعة ليست في البداية ولكنها كانت مفتوحة لمناقشة قضية الحياد وعلاقة أوكرانيا بحلف شمال الأطلسي (الناتو)“.
ورأت أن ”أي صفقة محتملة ستطلب أيضًا موافقة الغرب، الذي سيحتاج إلى رفع العقوبات عن موسكو مقابل انسحاب قواتها من أوكرانيا“.
وعلى صعيد آخر، قالت الصحيفة في تحليلها إن ”الرغبة في جعل بوتين يشعر بالهزيمة يمكن أن تجعل أي تسوية وسطى ”أمرًا مستحيلًا“، كما أقر المسؤولون والخبراء، ما يحفز الزعيم الروسي على مواصلة القتال“، موضحة أنه ”من غير المرجح أن تتراجع الدول الأوروبية عن العقوبات، لكنها ستنتظر حتى تظهر إشارات ملموسة وحقيقية من موسكو“.
واعتبرت الصحيفة أنه ”حتى لو تمكن زيلينسكي من إبرام صفقة، فقد يكون تنفيذها صعبًا“، وقالت: ”تم إدراج تطلعات أوكرانيا بشأن الناتو في دستورها في تعديل عام 2019، وسيتطلب تغييره مرة أخرى عملية طويلة تتوج بأغلبية ساحقة في البرلمان، وهو أمر غير قابل للتطبيق“.
واختتمت ”واشنطن بوست“ تحليلها: ”التفاؤل العام في روسيا بشأن الصفقة مصدر اهتمام للدبلوماسيين، فيما يعزو المسؤولون المطلعون على المفاوضات ذلك إلى إحدى استراتيجيتين، إحداهما أن موسكو جادة لأن الكرملين يريد التراجع عن العقوبات الحالية، والأخرى هي أن روسيا تريد خلق انطباع بالجدية في محاولة لتجنب المزيد من العقوبات