كوردستريت|| الصحافة
أفادت صحيفة “واشنطن بوست” بأن الولايات المتحدة وحلفاءها يعملون على إعداد استراتيجية جديدة رامية إلى إضعاف روسيا وعزلها على المدى الطويل، على خلفية استمرار عمليتها في أوكرانيا.
وأكدت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم الأحد أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفاءها الأوروبيين شرعوا في التخطيط لـ”عالم مختلف تماما لن يعودوا يحاولون فيه التعايش والتعاون مع روسيا بل سيسعون بشكل ناشط إلى عزلها وإضعافها كهدف استراتيجي طويل الأمد”.
وأوضح التقرير أن حلف الناتو والاتحاد الأوروبي والخارجية الأمريكية والبنتاغون ووزارات متحالفة تعمل على وضع خطط تثبت السياسات الجديدة إزاء جميع جوانب موقف الغرب حيال موسكو، ابتداء من المجال الدفاعي والمالي ووصولا إلى التجارة والدبلوماسية الدولية.
وأشارت الصحيفة إلى أن غضب الغرب موجه غالبا ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا، حيث قال دبلوماسي بارز في الاتحاد الأوروبي: “لا نتحدث عن تغيير النظام، لكن يصعب تصور سيناريو مستقر يتصرف فيه بوتين بالطريقة التي يسلكها حاليا”.
في الوقت نفسه، أقرت “واشنطن بوست” بأن الاستراتيجية الجديدة أوسع بكثير من مجرد مواجهة بوتين، مؤكدة أن العمل جار في الغرب على مراجعة وثائق أساسية من المتوقع طرحها في الأشهر القادمة.
وأوضحت الصحيفة أن بين هذه الوثائق خصوصا استراتيجية الأمن القومي الأمريكية التي لم تكملها إدارة بايدن بعد والتي من المتوقع أن تشهد تغيرات ملموسة، لافتة إلى أن البنتاغون في استراتيجية الدفاع الوطني قدمها إلى الكونغرس سرا الشهر الماضي أعطى الأولوية إلى “التحدي الروسي في أوروبا” بالإضافة إلى “التهديد الصيني”.
كما من المتوقع أن يتبنى الناتو خلال قمته في مدريد في يونيو القادم أول مفهوم استراتيجي له منذ عام 2010 عندما أعلن عن سعيه إلى “شراكة استراتيجية حقيقية” مع روسيا.
كما قررت دول الحلف زيادة ميزانيتها الدفاعية بشكل ملموس على خلفية العملية الروسية في أوكرانيا، وسط توقعات لتقديم فنلندا والسويد طلبا قبل قمة مدريد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ما سيشكل تغيرا ملحوظا في التوازن الأمني في القارة الأوروبية..
في غضون ذلك، وضع الاتحاد الأوروبي خططا لتقليص اعتماده الشديد على الغاز الروسي بثلثين بحلول العام الجاري والتخلي عن استيراد الطاقة من روسيا بالكامل بحلول 2030.
وأشارت “واشنطن بوست” إلى أن الكثير من الإجراءات التي تبناها الغرب بحق روسيا على خلفية عمليتها في أوكرانيا ستظل قائمة حتى بعد انتهاء النزاع، وفقا لتصريحات علنية لزعماء سياسيين ونقلا عن تصريحات ثمانية مسؤولين أمريكيين وأجانب كبار.
ولفتت الصحيفة إلى أن أصواتا تتعالى في فرنسا وألمانيا لصالح إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع روسيا (منهم المرشحة لمنصب الرئيس الفرنسي مارين لوبان)، مؤكدة في الوقت نفسه أن نهج إدارة بايدن الصارم إزاء روسيا يمثل مسألة نادرة يحظى فيها الرئيس الأمريكي بدعم الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس على حد سواء.
وذكّرت “واشنطن بوست” بأن آخر مراجعة ملموسة للعلاقات بين روسيا والناتو جاء في عام 1997، عندما تبنى الطرفان “الوثيقة الأساسية للعلاقات الثنائية والتعاون والأمن”.