كوردستريت || آراء وقضايا
بقلم دلدار بدرخان
– خلال تواصلي يوم البارحة مع عدة شخصيات قيادية ضمن المجلس الوطني الكوردي لمعرفة ما يرسمونه من خطط وسياسات تجاه عفرين كانت الآراء والآفكار متضاربة ، بعضهم كانت لهجته قوية ومتضامنة قلباً وروحاً ووجداناً مع الأحداث في عفرين أمثال الأستاذ فؤاد عليكو وخرج ببيان يؤكد ذلك ، وبعضهم الآخر سوّف الموضوع وقال أننا خلال يومين سنخرج بقرار جامع تحدد مصير سياساتنا تجاه الأوضاع ، والبعض الآخر حتى لم يُكلف نفسه من الخروج من برجه العاجي كأمثال أبراهيم برو الفاشل سياسياً وأخلاقياً ، مع أنه مجرد شخصية سطحية و لا يمتلك أي كاريزما سياسية ووجوده بالمجلس بتوصية من جهات معروفة .
– الملفت بالأمر أن بعضهم راح ينسب ما حصل من مظاهرات تحصل الآن في عفرين كإنجاز حزبي قام بها المجلس الوطني مشيراً إلى تواجد بعض أعضائهم في المظاهرات ؟
رغم أحترامنا للشخصيات الحزبية المعروفة في منطقة عفرين و التي نكنُّ لهم كل الإحترام وهم أخوة أعزاء على قلوبنا أمثال الأستاذ أحمد حسن وحسين إيبش ولا ننكر تضحياتهم وما يقدمونه الآن في سبيل شعبهم بكل إخلاص وتفاني إلا أن ما يفعلونه تندرج تحت مبادرات شخصية وأخلاقية كأبناء عفرين فهذا من واجبهم الأخلاقي تجاه شعبهم ولا علاقة للمجلس في الموضوع أصلاً ، فالمجلس كمؤسسة سياسية لم تتخذ أي إجراء سياسي الى هذه اللحظة و ما يحصل اليوم هو خروج إرتجالي و عفوي من كافة فئات الشعب الكوردي في عفرين ولا علاقة للأحزاب بالموضوع ، و كذلك لا يمكننا وصفه بإنجاز حزبي كما يصفه البعض .
– من الناحية القانونية فإن الإئتلاف أيضآ تتحمل المسؤولية في هذه المجزرة كونهم يشكلون المظلة السياسية للفصائل المسلحة ، وبما أن المجلس الوطني الكوردي عضو في هذا الإئتلاف وممثل فيه ويستحوذون على منصب نائب رئيس الإئتلاف و أعضاء في اللجنة السياسية داخل هيئتها فهم أيضاً يتحملون المسؤولية الأخلاقية والسياسية والقانونية لتبعات ما يحصل في مناطق عفرين من قتل وانتهاكات ومجازر لأنهما يشكلان معاً الغطاء السياسي التي تشرعن عمل هذه الفصائل على الأرض .
فهل يمكننا الفصل بين النظام السوري المجرم وشبيحته على الأرض و نقول أن النظام لا علاقة له بالجرائم التي تحصل على الأرض كونها جهة سياسية ، هل يمكننا أن نبرئ ساحة بشار الأسد وحكومته الإجرامية ونقول أنهم سياسيين وليسوا عسكريين ؟
– على المجلس الوطني الكوردي أن تتخذ خطوات جدية و عملية بعيداً عن شعارات و بيانات خاوية و مستهلكة وعليهم أن يرضخوا لإرادة الشعب الكوردي في عفرين لأن جميع أوراقهم أصبحت محروقة .