بعد أكثر من العامين على الحرب الدموية في سوريا الذي نتج عنه الآلاف من الشهداء والقتلى والجرحى والملايين من النازحين والمهجرين وبعد أنهيار الدولة السورية وبنيتها التحتية والمؤسسات ومخزونها الأقتصادي والأستراتيجي يتجه السوريون بمختلف تكويناتهم نحو الحل السياسي
الحقيقة : هي في بداية الثورة ظن الثوار السلميون بأنهم سيطيحون بالنظام الأسد ويجبرونه على التنحي كما حدث مع مبارك في مصر وبن علي في تونس , وهذا يسمى ضمن رحلة “ليس كل من طلب المعالي ينالها ولا تجري الرياح دائماً بما يشتهيه السفن” وبعد أستخدام النظام أساليب قمعية حمل الثوار السلاح ظناً منهم أيضاً بأن (الناتو ) سيكون للنظام بالمرصاد كما حدث مع القذافي في ليبيا ولكن الدول الكبرى لها حسابات مختلفه والدب الروسي والمرشد ظهروا بقوة لحماية نظام الاسد ,بالاضافه الى موقع سوريا الجغرافي القريب من اسرائيل ولن ندخل في تفاصيل هذه كثيراً عن أسباب قوة النظام وسر بقاءه أو صموده في وجه ثورة الشعب السوري حتى الآن
بعد العمليات الكثيرة من المد والجزر , الكر والفر بين الجيش الحر والجيش النظامي وبين المعارضة المشتته وصل الجميع في النهاية إلى قناعة بأنه لا بد من الحل السياسي ولأن الملف السوري أصبح بيد الدول الكبرى وخاصة روسيا وأمريكا فإن أي نجاح لمؤتمر القادم أي ” جنيف 2 ” سيعتمد على مدى التوافق بين هذين القطبين, فما تهم روسيا هو حفاظها على مصالحها في سوريا سواء ببقاء الأسد أو بدونه وهي بالطبع تفضل أكثر مع بقاء الأسد وعليه فأن روسيا ستحاول على ابقاء الأسد في الحكم حتى إجراء ألانتخابات الرئاسية في منتصف العام الحالي والأمور تتجه لصالح الأسد بسبب مسألة سلاح الكيماوي لأنه مهما بلغت سرعة تفكيك وتدمير هذا السلاح فإنه سيحتاج إلى قرابة عام أو أكثر وعليه فإن ما يهم الدول الكبرى هو مصير هذا السلاح ولهذا سترى الدول الكبرى بقاء الأسد في الحكم سيكون أفضل من أجل التعاون والتنسيق لإنهاء هذا السلاح ولضمان عدم وصوله بيد الجماعات المتشددة
أما المعارضة المتمثلة بالأئتلاف الوطني بالطبع ستحاول هي أُلاخرى على فرض شروطها في المفاوضات وعلى رأس مطالبها هو رحيل الأسد ومحاكمته , موقف الأئتلاف في” جنيف 2 ” سيكون أضعف من موقف النظام لأهم الأسباب :
1 ـ عدم أمتلاك الأئتلاف رؤية واضحة عن شكل ونظام وحكومة الدولة القادمة
2 ـ موقفها الغير واضح بالنسبة لحقوق الأقليات والأديان
3 ـ دعم الأئتلاف أو غض النظر عن ممارسات الجماعات التي تسمى بالجهادية وعدم تنديدها بأعمالهم الذي طال جميع المكونات .
أما هيئة التنسيق فهي مدعومة من روسيا ومواقفها ليس بصعوبة.
أما الاكراد فإن أتجهوا إلى المؤتمر ” جنيف 2 ” ضمن وفد المعارضة أو الأئتلاف سيصيبهم نكسة الأئتلاف فمن مصلحة الاكراد حالياً الذهاب بوفد واحد ومستقل المتمثل بالهيئة الكردية العليا لأن الاكراد خلال الثورة أثبتوا وطنيتهم من خلال عدم دعم أي تدخل العسكري والمحافظة على سلمية الثورة في مناطقهم وعدم السماح لغرباء من دخول إلى أراضيهم
بقلم : خالد ديريك