إن الحالة الكردية الاجتماعية انتجت احزابها السياسية في صورة القبائل والعشائر,وان الاحزاب الكردية ليست سوى امتداد واستلهام لتلك الاشكال التمثيلية وان سيرورة نشوئها معاكسة لسيرورة نشوء الاحزاب السياسية الحديثة في الغرب الذي انجز قطيعة معرفية واخلاقية مع الماضي بوجه عام,ومع ماضيه الإقطاعي بوجه خاص ودشن ماصار يسمى التاريخ الحديث.وابدع اشكالا تنظيمية وفق منطق الحداثة على كل صعيد. وهذا لا يعني ان الاحزاب الكردية لم تتأثر بالنموذج الغربي الحديث ولم تأخذ عنه بل يعني ان فكرة الحزب السياسي الحديث قد اعيد انتاجها وفق التقليد الإجتماعي . وبأعتبارنا امام تشكيل حزب سياسي جديد.وفي هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي تمر بها بلدنا سوريا والفرصة التاريخية لشعبنا الكردي قي كردستان سوريا وانطلاقا من هذه الاهمية في دنيا الحياة السياسية فإنني سأحاول تقديم رؤية عن ملامح المولود الجديد المرتقب (الحزب الديمقراطي الكردستاني _ سوريا ). بما ان الحزب هو الشكل الارقى والاكثر حداثة لممارسة السياسة بما هي فاعلية اجتماعية ومجتمعية لا تنفصل عن فاعلية المجتمع الانتاجية يجب ان يتسم بما يلي: 1_ان يكون رافعة فعلية من روافع التقدم الاجتماعي وشعبياً مغروزاً من متن الشعب لا في متن الملة ينهض بمهمة تسيس المجتمع وتمدين السياسة. 2_ان يكون حزباً شعبياً لا شعبوياً يقوم على التعبئة والتجييش وإثارة الغرائز الجماهيرية وعسكرة الحياة السياسية وملشنتها. 3_يجب ان يكون تنظيم الحزب بسيطاً فالبساطة هي التي تمنحه المرونة في العمل والنظرة وتمنح اعضاؤه مساحة اوسع من الحرية ولا سيما في ظل ثورة المعلومات والاتصالات. 4_ان يكون له صحافة ووسائل إعلامية (المرئي والمسموع والمقروء والالكتروني) يتولاها متخصصون يعملون بأجر ولا يشترط ان يكونوا حزبيين بالضرورة وتكون قادرة على المنافسة وفق شروط الإعلام الحر. 5_ان يكون له مقراته المزودة بالمكتبات وقاعات المطالعة يؤمها الاعضاء والمناصرون وكل من يرغب من المواطنين. 6_ان يكون له أنديته الرياضية والثقافية والاجتماعية وتعمل وفق انظمته الخاصة. 7_ان يكون بمثابة مؤسسة تعليمية (مدارس الشعوب)كما اطلق عليها البعض فهي تثقف الشعب وتوجهه وتمده بالمعلومات اللازمة بطريقة مبسطة وواضحة وهذا ما يساعد في خلق الوعي السياسي وبالتالي تكوين رأي عام اكثر فاعلية في البلد. 8_ان يكون هذا المشروع تجربة تحمل في ثناياها حلماً وارادة واملاً مدنياً تتشابك فيه ارادة الانسان مع الواقع المحيط بما يحويه هذا التشابك من امكانية الخطأ والصواب. 9_ان يكون مشروعا حضاريا شاملا ومدرسة معرفية في التغيير والاصلاح ومؤسسة فعلية وفاعلة تعيش واقعها وتتلمس تحدياته للإجابة عليه وتشغيل الطاقات الوطنية والقومية المتاحة الى الحد الاقصى باللجوء الى الخبرات في جميع المجالات وتوظيفها في العمل. 10_رفض العنف وهي وسيلة لحل المشكلات الاجتماعية وتعمل وفق انظمتها الخاصة لا يتأتى العنف والارهاب إلا من احتكار الحقيقة واحتكار الوطنية والقومية والسلطة والثروة والقوة.قوة الجيش والشرطة واجهزة الامن (العام) وقوة التنظيمات الاجتماعية كالنقابات والجمعيات فلا بد ان تكون هذه القوة محايدة حياداً تاماً تقف على مسافات متساوية من جميع الاحزاب السياسية والتيارات الفكرية والإيديولوجية ,وحيادها هو معيار وطنيتها وقوميتها لأن الحزب الذي يسيطر على الجيش وقوى الامن الداخلي وعلى التنظيمات الاجتماعية هو حزب غير سياسي بالمعايير الموضوعية والاخلاقية على السواء .11_على الحزب الجديد وعبر اعلامه ومكاتبه ومراكزه المنتشرة في مختلف المناطق حث المواطنين على الانتساب اليه بغض النظر عن اختلافهم العرقية او الثقافية او الدينية ,وهذا يساهم في التكامل بإعتبار الحزب كردستاني وليس كردي,اي يحق لجميع المكونات اللذين يقطنون في المناطق الكردية في كردستان سوريا الانتساب والعمل من اجل تحقيق الاهداف. 12_ان يهدف الى تطوير وسائل نضالها والوصول الى مشروع سياسي وطني وقومي يؤسس لوعي جماهيري يهدف تغيير الفكر الشمولي ويؤسس للدولة الديمقراطية المدنية العلمانية البرلمانية التعددية التشاركية. ووفقاً لهذه الرؤية تكمن قوة الحزب الاساسية في عدد اصدقائه ومؤيديه ومناصريه المعروفين منهم لديه ام غير المعروفين اي عدد ناخبيه اللذين يؤيدون برنامجه تأييدا مشروطا بأدائه السياسي ومدى وفائه بتعهداته,لا تأييدا تاما ولا تكمن قوته في عدد اعضائه ومناضليه فحسب وبذلك تتحقق شعبية الحزب لا شعبويته. بقلم : مسلم محمد _ عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحزب الديمقراطي الكردستاني_سوريا عضو اللجنة السياسية لحزب آزادي الكردي في سوريا