ركزت صحف عربية على الوضع في مدينة الغوطة السورية بعد الهدنة التي أقرها مجلس الأمن الدولي.
وانتقد عدد من الكتاب مجلس الأمن الدولي بسبب ما وصفوه ب”عجزه” حيال القرارت التي يصدرها، حيث تبقى “حبرا علي ورق”.
ورآى الكتاب أن الهدنة الحالية في الغوطة ما هي إلا “استراحة مؤقتة لن تستمر طويلا”.
كما علق عدد من الكتاب علي القرار الإسرائيلي بفرض ضرائب علي الكنائس في الأراضي المحتلة.
“استراحة مؤقتة”
يقول ماهر أبوطير في الدستور الأردنية: “لا تعرف أيهما يمهد للمذبحة الكبرى، الروس، أم التنظيمات المتشددة. وهذه المذبحة قد نرى فيها استعمالا للسلاح الكيماوي، والكل يوطئ منذ الآن، لتلك اللحظة المقبلة على الطريق؟”.
يضيف: “حل عقدة الغوطة، سيؤدي إلى خسائر بشرية فادحة، وكل المشاهد التي رأيناها لا شيء، أمام المشاهد المقبلة المحتملة، والسبب في ذلك يعود الى استعصاء الخيارات الأخرى، فلا المقاتلين يستسلمون، ولا هم يرحلون إلى مواقع أخرى، إضافة إلى عدم قدرة المدنيين على الخروج، وترك مناطقهم للمسلحين من أجل مواجهة الروس والنظام السوري”.
ويرى الكاتب في ختام مقاله أن “هدنة الغوطة الشرقية، مرة ثانية، مجرد استراحة مؤقتة، وهي لن تستمر طويلا، وما وراء الهدنة، تتشكل لوحة دموية لن يطول انتظار رؤيتها في سوريا”.
وترى مينا العريبي في الشرق الأوسط اللندنية إن ” خرْق الهدنة كان مؤكدا بسبب عدد من الكلمات حرصت روسيا على فرضها على نص قرار مجلس الأمن رقم 2401… خرق الهدنة كان مؤكدا لأن الجهات المسلحة والمصرة على الاستمرار في القتال – من النظام السوري وداعميه الخارجيين إلى الميليشيات والتنظيمات المسلحة في سوريا وداعميها – ما زالت ترى فائدة من القتال. والغالبية العظمى منهم يعتبرون أن الأزمة السورية ستُحلّ بناء على «غالب ومغلوب»، ويجب أن يكون طرفا ما الغالب بناء على السلاح”.
من جانبه، يقول حسن البطل في الأيام الفلسطينية: “ستكون سوريا، بعد حسم حرب الغوطة الشرقية، غيرها سوريا قلب الفكرة العروبية، وسوريا المضيافة للأرمن والشركس والفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين في أزماتهم ومحنهم، ستكون مشغولة بردّة شعبية سورية وإعادة إعمار البلاد بكلفة 400 مليار دولار”.
“مجلس الضباع”
يصف عبدالعزيز السويد، في الحياة اللندنية، مجلس الأمن بـ “مجلس الضباع” إذ يقول: “يتنافس بشار الأسد وبوتين وخامنئي على أداء دور هتلر العصر دون رادع أممي، بل أن في هذا التخاذل الدولي ضوء أخضر لاستكمال تفريغ سورية من سكانها العرب السنة، فمن لا يهاجر يقتل ويسحق، وإيران بعيدة عن واجهة اللوم والسخط الإعلامية، فالمسؤولية روسية بالدرجة الأولى، يتم هذا وسط تصريحات شديدة اللهجة من الولايات المتحدة لا تحرك حجرا في الميدان، لكنها تقدم مسكنات للعرب”.
علي الجانب الآخر، ينتقد مصطفى المقداد، في الثورة السورية، وسائل الإعلام بسبب “نيران أكاذيبها لتصوغ القصص والروايات المفبركة تمهيدا لتنفيذ خطة إرهابية تنقذ حياة مقاتلي المجموعات المسلحة، وتفتح طريقا لمدهم بالسلاح والذخيرة تحت ذريعة المساعدات الإنسانية للمحاصرين ممن يعيشون ظروفا إنسانية صعبة”.
وينتقد علي قاسم، رئيس تحرير الثورة السورية، محاولات “تمرير القرار الأممي بأي ثمن” لوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية.
وقال: “الهدف المعلن والصريح أن يتم تأجيل الحسم في الغوطة الشرقية مهما تكن العواقب والاحتمالات، أو في الحد الأدنى فرملة الاندفاعة، فيما كانت البروباغندا المنسقة، وتورم ردود الفعل الأميركية بلغة التهديد والوعيد التي وصلت إلى التلويح بالعدوان المباشر”.
تقول القدس العربي في افتتاحيتها: “مرة أخرى يثبت مجلس الأمن الدولي عجزه الفاضح حيال القرارات التي يصدرها، وتبقى حبرا على ورق، حتى عندما تتخذ بالإجماع وبعد تقديم تنازلات تفرغ النصوص من آليات تطبيقها على الأرض”.
فرض ضرائب على الكنائس
وعلق كتاب علي إغلاق كنيسة القيامة أبوابها لأول مرة منذ العام 1967، احتجاجا علي قرار السلطات الإسرائيلية بفرض ضرائب على الكنائس.
يقول محمد سويدان، في الغد الأردنية “فهذه الخطوة ]إغلاق كنيسة القيامة [، احتجاجية وتصعيدية، وهي بداية لخطوات واجراءات متنوعة ومتعددة لمواجهة قرارات الاحتلال بفرض ضرائب على الكنائس”.
ويرى سويدان أن “الاحتلال يرى بالمرحلة الحالية، التي تشهد ضعفا عربيا غير مسبوق، فرصة لفرض واقعه على الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين. لكنه واهم، فالشعب مهما بلغ حجم ومستوى التردي العربي، لن يقبل بتدمير ومصادرة مقدساته وأرضه”.
ويدعو المطران عطا الله حنا كل الكنائس المسيحية في العالم إلى أن”ترفع صوتها دفاعا عن القدس وعن فلسطين الأرض المقدسة، عندما يدافع مسيحيو عالمنا عن القدس وفلسطين فهم يدافعون عن جذور إيمانهم وعن مقدساتهم ويدافعون عن أرض مقدسة غُيّب عنها العدل والسلام”.
.
بي بي سي