لقد انتشرت الكثير من دعوات المقاطعة للانتخابات البرلمانية القادمة و ذلك بدعوى انه سيكون التعبير الامثل عن السخط الشعبي تجاه القوى السياسية الحاكمة و مدى عدم الرضا عنهم . هي دعوة تحمل في طياتها الكثير من الارباك على مستوى الفهم للمشهد السياسي الحالي و ضعف عميق في كيفية معالجة التراجع الحاد و على جميع المستويات في واقعنا العراقي .
فأن كان من يحمل هكذا شعار بعدم المشاركة هو من عامة الشعب فعلينا و كلآ من منطلقه بتصحيح هذا الجهل الخطير من خلال اشاعة العكس الصحيح اما ان كان من يحمل الشعار هم ذاتهم اصحاب النفوذ و السلطة فعلينا محاربتهم بالمشاركة الفعلية في التصويت و التي تجعلهم خارج اطار العملية السياسية برمتها . نعم فاكثر من سيستفاد من المقاطعة هو الفاسد و السارق و حاشيتهم كونها ستسمح لهم بالبقاء مسلطين على رقابنا ذلك ان الذي سيخرج للادلاء بصوته حينها هو المستفيد فقط .
بذلك تغيير الواقع السيء لن يتم و حالنا سيكون اسوأ كلما تقدم الوقت نتراجع ، المقاطعة على هذه الشاكلة هي من تعزز بقاء هذه الثلة الفاسدة ، هي من تجعلنا على مر الاربع سنوات القادمة نادمين ، هي من سترهن مستقبلنا بالمجهول . انها مسؤوليتنا نحن الشعب في توعية بعضنا لبعض باهمية المشاركة في الانتخابات و طرد الفاسدين بل و محاكمتهم ، فكلنا راع و كلنا مسؤول عن رعيته .
لذلك علينا نعم المقاطعة و بشدة و لكن اي مقاطعة ؟! مقاطعة انتخاب كل هذه الطغمة السياسية الرثة الحاكمة و انتخاب النزيه و المشهود له بالوطنية و النزاهة . نقاطع بالانتخاب لا بالانطواء و الانعزال و الانزواء ، نحن جزء من التغيير ، علينا مسؤولية الامر بالمعروف و هو انتخاب الاصلح و النهي عن المنكر و هو بمقاطعة انتخاب كل من يتواجد الان في السلطة ايآ كانت .
.
سيف ابراهيم / العراق