كوردستريت|| وكالات
أكد وزير خارجية أمريكا الأسبق هنري كيسنجر أن واشنطن لم تهتم بمشروع الاتفاق الذي اقترحته روسيا على الولايات المتحدة بشأن الضمانات الأمنية والذي يمكن له أن يكون أساسا للحوار بينهما.
وقال كيسنجر في مقابلة مع مجلة The Economist: “لم نأخذ الأمر على محمل الجد. كانت هذه (الاتفاقية) غير مقبولة في حد ذاتها، لكنّها يُمكن أن تكون بمثابة نقطة انطلاق”.
وأضاف: “محاولة الطرفين بدء حوار يمكن أن تتعقد بسبب الموقف الشخصي العدائي للغاية تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جانب كبير المفاوضين الأمريكيين (في إشارة على الأرجح إلى نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان)”.
كما لفت وزير الخارجية الأسبق الانتباه إلى حقيقة أن ما يسمى بـ”إنذار برلين” من السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي، نيكيتا خروتشوف، أصبح منطلقا لمفاوضات سوفيتية – أمريكية مطوّلة، والتي أدت في عام 1971 إلى توقيع اتفاق رباعي الأطراف.
وتابع قائلا: “ومع ذلك، في حالة أوكرانيا، لم يتم بذل أي محاولة من أجل بدء حوار بنّاء”.
وشدّد كيسنجر أيضا على أنّه في سبيل السماح لأوكرانيا وجورجيا بالانضمام إلى الناتو في المستقبل، فإن الولايات المتحدة قد ارتكبت خطأ، وأضاف أن ذلك “لا يبرر تصرفات روسيا”.
كما أشار إلى أن العملية العسكرية الخاصة التي بدأتها روسيا وعواقبها أجبرت العديد من التقييمات على إجراء مراجعة، بما في ذلك موقف كيسنجر الشخصي من قضية حياد أوكرانيا.
وقال هو نفسه إنّه يعتبر من الضروري أن تنضم أوكرانيا إلى حلف الناتو، الذي أصبح “دولة مهمّة” بدأت الصين في بناء علاقات معها مرة أخرى، والتي، بحسب الدبلوماسي “مهتمة باستقلال أوكرانيا”.
واعتبر كيسنجر أن مشاركة بكين في إعداد خطة سلام لأوكرانيا “ستعقد مسار المناقشات حول هذه القضية، لكنّها في الوقت نفسه يُمكن أن تصبح أساسا لتخفيف التوترات في العلاقات الأمريكية الصينية”.
كما أعرب عن رأيه بأنه في ظل ظروف معيّنة، يُمكن أن توافق الصين على مضض على عضوية أوكرانيا في الناتو.
واشنطن ـ تاس