كوردستريت || #وكالات
حذر وزير الخارجية الأميركي الأسبق والخبير الإستراتيجي المعروف “هنري كيسنجر” من تطور الصراع بين أمريكا والصين مضيفاً أن أميركا والصين يجب تعلما كيف تعيشان معا، وأن تتوقف كل منهما عن إقناع نفسها بأن الأخرى تمثل خطراً إستراتيجياً عليها، وإلا فإن العالم سيواجه صداماً بين القوتين العظمتين.
وأشار كيسنجر الذي بلغ ال ( 100) عام في لقاء مع صحيفة وول ستريت إلى أن الحربين العالميتين كان يجب أن تعلّما العالم أن الثمن الذي يدفعه المرء حتى مع التكنولوجيا التقليدية لا يتناسب مع معظم الأهداف التي يمكن تحقيقها، أما مع أسلحة اليوم وزمن الذكاء الاصطناعي فإن هذا النوع من الحرب سيدمّر الحضارة.
ورداً على سؤال حول طموحات الصين قال: لا أعتقد أنهم يرغبون في نشر الثقافة الصينية في جميع أنحاء العالم، إنهم يسعون إلى الأمن ، وليس الهيمنة على العالم، لكنهم يتوقّعون أن يكونوا القوّة المهيمنة في آسيا. ثم أن اليابان سوف تطوّر أسلحة الدمار الشامل الخاصة بها، فيما بين 3 إلى 7 سنوات.
وأعلن كيسنجر عن دعمه لموقف بايدن من الحرب الروسية الأوكرانية حيث استطاع كسب حرب أوكرانيا، من حيث منع هجوم روسي على دول حليفة في أوروبا ، لكن هناك أخطاراً أخرى يمكن أن تبرز من روسيا.
وقال : بينما ننهي الحرب، يجب أن نضع في اعتبارنا أن روسيا كان لها تأثير كبير على المنطقة لمئات السنين، وهي عالقة في تناقضها بين الإعجاب ومشاعر الدونية أو الخطر القادم من أوروبا .
ورأى أن هذا التناقض كان وراء الحرب، معتبراً أن عرض انضمام أوكرانيا إلى الناتو كان خطأ فادحاً أدى إلى هذه الحرب. لكن حجمها وطبيعتها خصوصية روسية، قائلاً وكنّا محقّين تماماً في مقاومتها .
وأكد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق أنه مازال مؤمناً بالسلام الأمريكي ، وبضرورة الدفاع عن مناطق العالم الضرورية لبقاء أمريكا والديمقراطية. لكن القدرة على تنفيذها سياسياً ، تراجعت بشكل حاد، وهذه هي مشكلتنا المهيمنة الآن.
ولمح إلى تراجع السطوة الأمريكية في العالم مشدداً على ضرورة أخذ ذلك في الاعتبار عندما تتمّ قراءة الأحداث ووسائل الردّ عليها.
وقال كيسنجر : إن الحروب لا تُدار بالمنطق دائما، بل كثيراً ما تدفعها الأحداث دفعا نحو تطوّرات غير محسوبة.