كركوك جرح كردستان الدامي

آراء وقضايا 16 أبريل 2017 0
كركوك جرح كردستان الدامي
+ = -

الطامة الكبرى التي تعاني منها أرض آبائنا وأجدادنا وموطن الكردوخ كردستان أنها غنية بثرواتها الطبيعية وتقع بين أمم اعتادت العنف والعدوان وسيلة مفضلة لديها لبسط سيطرتها على أراض جيرانها.

.
فعندما إكتشف الإنتداب البريطاني في العراق وجود النفط في كردستان كان رائد الحركة الوطنية الكردستانية الشيخ محمود آل الحفيد قد أعلن إستقلال مملكة كردستان عن الحدود الجغرافية التي كان كل من سايكس – بيكو قد أطلقوا عليها فيما بعد المملكة العراقية.

.
وفي ذلك الوقت أيضا كان الجيش البريطاني بطيرانه ومدفعيته وجنوده يقود حربا شرسة ضد مملكة كردستان وكانت المعركة بريطانية – كردستانية . المملكة البريطانية كانت تطمع في نفط كردستان وشعب كردستان أعلن إستقلال وطنه عن الإستعمار البريطاني بعد أن تنفس هواء الحرية بخلاصه من إستعمار الإمبراطورية العثمانية في الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الأولى

.
تغلب جيش الإستعمار البريطاني بقوة السلاح ووحشية الحرب التي لاتعرف الإنسانية ولا أخلاقية الحروب على إرادة شعب كردستان وأصبحت فريسة متاحة بين أيدي أكبر إمبراطورية إستعمارية في ذلك القرن. وقدم المستشرقون والإستشاريون العسكريون الإنكليز لقيادتهم في لندن التقارير الجغرافية والجيولوجية والبيولوجية والفيزيولوجية والديمغرافية والإثنولوجية عن كردستان لتكون مصدر قرارات استراتيجية تقرر رسم سياسة إنكلترا في هذه المنطقة على المدى القريب والبعيد. فعمد الإستعمار البريطاني على ممارسة سياسة القمع والعزل على البؤر الوطنية في كردستان مركزا تلك الخطة في كركوك بشكل خاص ، واعتمد على أسلوب فرق تسد بتحريض الأقليات الإثنية والدينية الأخرى ضد أبناء الشعب الكردي فقام بتسليح

.
وتدريب الآشوريين وحرضهم على الإعتداء على القرى والأحياء الكردية في كردستان وكان على الكرد أن يقاتلوا على وجبهتين الأولى جبهة الملكية البغدادية وجبهة هجمات المسلحين الآشوريين

.
– /ثورات بارزان 1933-1944 بقلم المحامي معروف جياووك –/ من المصادر
وأبعد العائلات الكردية ذات النشاط القومي من كركوك مستخدما بعض رؤساء العشائر التركمانية والعربية أدوات لقتال الأكراد والتعدي عليهم بعد أن أغراهم بالمال وزودهم بالسلاح لقتل الشخصيات الكردية ونشر الذعر والرعب في بين السكان الأكراد في كركوك وبابا كركر ودبس ، وثم قام الإنتداب البريطاني بحجة الفصل بين المتخاصمين بتهجير السكان الأصليين الأكراد إلى مناطق أخرى من العراق forced displacement لأنه كان يرى في القومية الكردية خطرا على وجوده وتهديدا لمطامعه في الثروة النفطية والطبيعية التي إكتشفها في كردستان لأن شعب كردستان كان القوة البشرية والقتالية الوحيدة في تلك المنطقة والتي كانت تشكل خطرا على وجوده ونفوذه في بلاد الرافدين وكردستان التي ضمها إلى حدود دولة مصطنعة أطلق عليها إسم المملكة العراقية.
واستمرت سياسة إمحاء الطابع الكردي وطمس معالمه من كركوك وبابا كركر و ناحية دبس وقراها المحيطة بها على قدم وساق تحت إشراف أجهزة الإستخبارات البريطانية وسلطات الإنتداب حتى ثورة تموز 1958.

جاء حزب البعث على يد إنقلابيين قوميين عنصريين متعصبين ضد حكومة ثورة تموز وليس في نيته سوى إضفاء لون واحد على العراق ألا وهو لون العروبة ذات الرسالة الخالدة ومن لايقر بذلك فعليه إما الإبادة أوالموت في زنزانات قصر النهاية أو مغادرة العراق. وكانت كركوك أيضا السبب الأساسي لفشل المفاوضات بينه وبين قيادة الثورة الكردية في عام 1964 وإندلاع حرب الأرض المحروقة التي إستخدمها حزب البعث العراقي مدعوما من البعث العفلقي في سوريا بكل طاقاته الحربية والآيديولوجية العروبية. إستغلت حكومة بغداد تلك الحرب الدموية القذرة لتقوم بمتابعة إرث الإستعمار البريطاني من أساليب إقتلاع الجذور الكردية من كركوك والمناطق الغنية بالثروة النفطية فكان لها من أسهل الإجراءات والمبررات أن تنقل عشرات الآلاف من العائلات الكردية تحت ستار تأييدهم للثورة الكردية والتعاطف مع القائد مصطفى البارزاني وتتخلص منهم بإبعادهم إلى أماكن أخرى في الجنوب حيث ينتظرهم الموت البطئ.

ونتجة للفشل العسكري الذريع الذي منيت به الوحدات العسكرية العراقية إضطرت حكومة البعث في بغداد عام 1970 للقيام بتكرار العروض الواحد تلو الآخر للثورة الكردية وتتوجها بإتفاقية الحادي عشر من آذار كان بند خاص بكركوك مؤجل للبت فيه في وقت لاحق ومن خلال عملية تطبيق الإتفاقية التي أقرت بالحكم الذاتي لكردستان رويدا رويدا.. هذا الأمر بقي إلى حين تعرت نوايا حكومة بغداد عن آخر ما قد بدا وكأنه يسترعورة خيانتها لإتفاقية آذار بتوقيعها إتفاقية الجزائر بوساطة أمريكية الأمر الذي أعطى للنظام البعثي الصدامي العنصري الدموي الوحشي القذر الفرصة المواتية لكي يستكمل تعريب كركوك والمناطق المحيطة بها واليوم يسعى الإرث البعثي مدفوعا من قبل تيارات طائفية وطابور خامس ينفذ مؤامرات دول إقليمية إلى تكريس وقائع بدأ الإستعمار البريطاني بإيجادها قبل ولادة الدولة العراقية.وذلك لعدم تمكين شعوب المنطقة من التعايش السلمي وتكريس الصراع بينها الأمر الذي سيبقي لها مبرر إستمرارية التدخل في شؤونها وبالتالي السير بها وفق مصالحها الإستعمارية والإستراتيجية.

وإلا لماذا لَم تُحَرّك تركيا ساكنا عندما قام صَدام بتَهجير مئات الآلاف من الأكراد من كركوك؟ وأنقرة تتباكى اليوم على مصير بضع عائلات تركمانية زرعها الإنتداب البريطاني في بعض أحياء كركوك وقراها قبل قرن من الزمن فتنة وتخريبا؟
لماذا لا يخرج فطاحل المتباكين على عروبة كركوك وثائق تاريخ العراق منذ نشأة الدولة العراقية على يد سايكس- بيكو وثم حقبة الإنتداب البريطاني وأعمال سلطة الإنتداب لطمس الطابع الأصلي لسكان المناطق الغنية بالنفط؟لماذا لا يحتج البرلمانيون العروبيون والمأجورين لدول إقليمية على وجود العلم التركماني المصنوع في أنقرة على مباني الحزب التركماني في كركوك ولايطالبون الحكومة في بغداد بإتخاذ إجراءات تنفيذية إزاء التدخل التركي بالتحريض والتجسس والتمويل للأقلية التركمانية في كركوك وغيرها من المدن؟ على حكومة هه ولير وجميع المؤسسات الكردية في الوطن والمغترب تقديم القضية بالوثائق والأدلة إلى جميع دول العالم والأمم المتحدة وكافة فروعها ومنظمة الصليب الأحمر الدولي عن تاريخ كركوك وسياسات الإنتداب البريطاني لإقتلاع الوجود الكردي فيها وإستمرار الحكومات العراقية في سلوك نهج الإنتداب في طمس كردستانية كركوك وتقديم الوثائق عن تنفيذ حزب البعث منذ عام 1963 ولغاية سقوط الطاغية صدام لسياسة تعريب كركوك وإتباع كافة الأساليب الإرهابية والقمعية لإخلاء أكبر عدد ممكن من المواطنين الأكراد من محافظة كركوك وإحلال عشائر وعائلات عربية من مناطق أخرى محلهم إنه من واجب كل تنظيم كردي ومن كل كردي شريف أن يرفع صوته عاليا وواضحا وصريحا وقويا مؤكدا على كردستانية كركوك فها هي ساعة التضامن مع كركوك قد دقت وهي المعيار الحقيقي للحس الوطني والتضامن والوقوف صفا واحدا دون تردد ومتجاوزين للحزبية والزعامة وحيثما تواجدنا في الوطن والمغترب وكل حسب طاقته فالوطن في خطر ونداء الواجب قد أعلن النفير العام ولتكن معركة حماية كركوك دافعا صادقا للتضامن والإتحاد في جبهة واحدة عريضة ففي معركة كركوك التي هي ملك وتحدي وامتحان لجميع شعب كردستان تتمثل معركة الإنتقام لديار بكر وديرسم وَجمهورية مهاباد وَلحلبجة وَتحرير كوباني وإحياءلإنتصار كاوة في فَجر كُردستان الكُبرى وَألف هاوار

.
إبراهيم شتلو
علوم سياسية – دراسات كردية وإسلامية
سلسلة التوعية
ألمانيا 2 من أبريل / نيسان 2017

(شارك هذا الموضوع على التواصل الاجتماعي)
آخر التحديثات