إن حزب الإتحاد الغير ديمقراطي، من جملة الأخطاء التي إرتكبها هو تقوقعه في داخل المدن الكردية وأطرافها، بدلآ من الإنطلاق إلى خارج المناطق الكردية بمسافة لا تقل عن عشرة إلى عشرين كيلومتر، بهدف نقل المعركة إلى أرض العدو وبالتالي إبعاد النيران عن مدننا وقرانا، وبذلك كان بامكاننا حماية أبناء شعبنا الكردي وتأمين طرق الإمداد من أجل تأمين حاجات الناس اليومية والتنقل، وكي لا يتم حصارنا ومحاربتا في قوتنا من قبل جميع الأطراف المعادية لنا وهم كثر.
والخطأ الثاني عدم التقدم عسكريآ من عفرين باتجاه كوباني أومن كوباني بتجاه عفرين ومن منطقة الجزيرة بتجاه كوباني، كي نؤمن التواصل الجغرافي بين هذه المناطق والسيطرة كليآ على الحدود مع شمال كردستان وبسط نفوذنا على جميع المعابر وأهمهم معبر السلامة بين مدينة كلس وإعزاز، الذي لا يبعد عن القرى الكردية أكثر من خمسة كيلومترات. ولهذا المعبر أهمية قصوى لمنطقة عفرين ومدينة حلب وكان سيكون ورقة مهمة جدآ في يد الكرد، ويمنحهم نقطة قوة في وجه النظام والمعارضة وتركيا معآ. وإمتلاك هذا المعبر والسيطرة على المنطقة المحيطة به مثل بلدة إعزاز وتل رفعت وديرجمال يمنع من حصار الكرد في عفرين، ومن هناك كان يجب التمدد إلى كوباني ونفس الشيئ كان يجب فعله في كوباني ومنطقة الجزيرة.
لكن للأسف الشديد إلتهى حزب الإتحاد بمحاربة القوى الكردية المخالفة له ومنع الشباب من التظاهر والخروج في مسيرات وثم قام بسرقة الثورة من الشباب الكردي الثائر بقوة السلاح، وفرض نفسه كسلطة أمر واقع وبذلك قسم المجتمع الكردي إلى قسمين، ولم يكلف نفسه بتحرير مدينتي القامشلي والحسكة وهم أهم المدن الكردية في غرب كردستان. ولم يكتفي بذلك بل قام باعلان قراره المشؤوم بتقسيم إقليم غرب كردستان إلى ثلاثة كنتونات وأزال إسم الإمة الكرديةوأحل محلها تسمية الإمة الديمقراطية هذه التسمية اللقيطة والمعيبة بحق شعبنا الكردي وتاريخه المجيد.
إن حماية كوباني الجريحة، والتي تنزف دمآ غزيزآ منذ عدة أشهر على أيادي عصبات الإرهاب والتكفير داعش وأخواتها، لن يتم إلا بتغير النهج والإسلوب الذي يتبعه حزب صالح مسلم منذ بداية الثورة السورية وإلى الأن من جميع النواحي. ولتغير هذا الوضع الغير طبيعي، أولآ على صالح مسلم وقادته في قنديل الإعتراف بفشل سياستهم الإقصائية وأنهم وصلوا إلى طريق مسدود. ومن ثم التواضع والجلوس مع بقية القوى السياسية لوضع منهج جديد للعمل الكردي وإتباع إسلوب أخر في إدارة الشأن الكردي وكيفية التعامل مع تلك العصابات الإجرامية عسكريآ وسياسيآ.
وللخروج من هذا الوضع المتأزم في غرب كردستان بشكل عام ومن أجل القيام بحماية كوباني وكافة مدننا وبلداتنا، يوجب على حزب الإتحاد وبقية القوى السياسية الكردية القيام بالخطوات التالية:
1- تخلي حزب الإتحاد عن إحتكاره للسلطة والتوقف نهائيآ عن سياسة فرض أمر الواقع عن طريق القوة والتحول إلى حزب سياسي عادي مثل بقية الأحزاب.
2- تشكيل حكومة مؤقتة من الكفاءات الوطنية الغير حزبية، يكون مهمتها تهيئت الوضع خلال نصف سنة، لإجراء إنتخابات حرة وديمقراطية باشراف دولي.
3- تشكيل مجلس وطني يضم 75 شخص يمثل كافة الطيف الكردي والكردستاني ويقوم المجلس بمراقبة أعمال الحكومة وإصدار القوانين الضرورية وتشكيل لجنة من الإخصائين من جميع المجالات لوضع مسودة دستور للإقليم وكي يتم منقاشته في المجلس ومن ثم يعرض على الشعب الكردي للإستفتاء عليه.
4- إعادة تشكيل قوات حماية الشعب وتحويلها إلى قوات نظامية وتدريبها بشكل علمي حديث وتسليحها بشكل أفضل وربطها بالحكومة من خلال وزارة حماية الإقليم، ومنع تدخل الأحزاب بشؤنها. وإنشاء قوات شرطة مدنية لحفظ الأمن الداخلي ومتابعة شؤون المواطنين وتكون تابعة لوزارة الداخيلة، وكما يجب إنشاء جهار أمني وفق قانون خاص بذلك.
5- إعلان إقليم غرب كردستان، إقليمآ فدراليآ موحدآ وعاصمته مدينة قامشلوا وتحديد حدوده وإجراء إحصاء سكاني بعد تهدئة الأوضاع وإعادة الأسماء الكردية الأصلية لجميع القرى والمدن الكردية.
6- إستكمال تحرير ما تبقى من أراضي والمدن من بيد النظام والمنظمات الإرهابية.
7- إعادة اولئك العرب الذين أتى بهم الحكومات المتعاقبة إلى مناطقنا بهدف التعريب، إلى مناطقهم وعدم تأجيل الموضوع لأنهم يشكلون خطرآ حقيقيآ على سلامة شعبنا ووحدة أراضينا.
8- جعل اللغة الكردية لغة رسمية في إقليم غرب كردستان وإصدار جميع الوثائق والمعاملات باللغة الكردية، وتبديل المناهج التعليمية العربية بالكردية تدريجيآ من أجل التخلاص نهائيآ من الإستعمار الثقافي العربي.
9- إعتماد العلم الكردي (أحمر، أبيض ، أخضر وعليه الشمس) من المجلس الوطني ورفعه وحيدآ على كافة الدوائر إلى حين الإتفاق مع المكون العربي على شكل العلم الفدرالي. والأعلام الحزبية ترفع فقط على مقرات الأحزاب حصرآ.
10- الإبتعاد عن سياسة المحاور الكردستانية والإقليمية، لأنها جلبت وتجلب البلاء لشعبنا في هذا الجزء من كردستان. هذا لا يعني عدم التواصل مع أهلنا في الأجزاء من الوطن وخاصة شمال وجنوب كردستان بحكم الجغرافيا.
وهذا يعني عودة كافة القيادات والكوادر الحزبية إلى أرض الوطن وممارسة عملهم من هناك وليس من هولير وأنقرة. هذا هو السبيل الوحيد أمامنا، كشعب كردي في غرب كرستان للتمكن من حماية كوباني الحبيبة والخروج من هذه الحالة المزرية التي نعيشها
في جميع مناطقنا الكردية، سياسيآ وإجتماعيآ وإقتصاديآ وأمنيآ وعلى صعيد الحريات العامة بشكل أساسي.
أن شخصيآ لدي تخوف جدي من أن يأتي اليوم، الذي يتحسر أبناء شعبنا الكردي على أيام المجرم بشار الأسد ويحنون لحكمه، إن لم يقوم حزب الإتحاد وبقية الأحزاب الكردية من تغير نهجها وطريقة تفكيرها وعملها بسرعة.