لقد كانت زيارة السروك مسعود البارزاني إلى آمد أكثر من تاريخية ، وبأنها بداية لتحول إيجابي وواقعي للعلاقات الكوردية التركية ،فهي أكدت وعلى لسان السروك مسعود وبلغته الكوردية السلسة على وجود الشعب الكوردي في تركيا ودورهم في المنطقة وان التاريخ لن يعود إلى الوراء ولا يستطيع احد بعد اليوم أن ينكر هذه الحقيقة التي أكدتها الحفاوة الكبيرة التي قوبلت بها الزيارة من قبل اردوغان ومن قبل الكورد في آمد ، ولأول مرة نطق آردوغان الحقيقة ونطق لفظة (كوردستان )مدركا بأنه لا يمكن التراجع إلى الخلف و مستشهدا بسيرة ونضال البارزاني الخالد .
لقد أعطت زيارة السروك الى مكتب عثمان بايدمر دعما قويا لحزب الديمقراطية والسلام ، وتأكيدا على حرص السروك على كورد تركيا ،وبالتالي دعما لعملية السلام الكوردية التركية المتوقفة .
لقد أكدت الزيارة دعم الإقليم ومؤيديه و جمهوره لاردوغان في الانتخابات القادمة ، حيث يرى السروك ومعه المعتدلين الكورد بأن أردوغان أفضل وأشجع شخصية قيادية تركية بعد توركوت اوزال استطاع أن يتناول المسألة الكوردية التركية بشيء من الجدية وبأنه لا مفر من حل هذه القضية مهما طال الزمن أو قصر
لقد أكدت.الزيارة على تمسك الكورد بنهج النضال السياسي السلمي الذي أطلقه الزعيم أوجلان والعمل بصبر وبثبات حتى تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الكوردي في جميع اجزاء كوردستان وبان رسالة الكورد هي رسالة محبة وسلام لجميع شعوب المنطقة وأنها ليست ضد الترك ، العرب والفرس ، بل هي لصالح جميع شعوب المنطقة .
لقد أكدت الزيارة على عمق العلاقات الإقتصادية بين تركيا والإقليم حيث يصل مستوى التبادل التجاري بينهما إلى أرقام قياسية ، بالإضافة إلى تصدير النفط والغاز من كوردستان عبر تركيا ومن جنوب العراق عبر كوردستان فتركيا .
لقد أكدت الزيارة تباين وخلاف عميق في وجهات النظر بين السروك البارزاني وحزب الديمقراطية والسلام بالنسبة لروشافا وان البارزاني لن يترك روشافا بهذا الشكل ،وأنه على ب ي د أن يقرأ الزيارة القراءة الصحيحة وان تراجع أوراقها كورديا ،وان تكون مشاركة حميع الأحزاب وخاصة الحزب الديمقراطي الكوردي مساويا لحزب ب ي د وان تكون القرارات مشتركة ،وكان من الأفضل عدم التطرق إلى موضوع روشافا أمام وسائل الإعلام ولكن يبدو أن السروك مسعود أراد إثارتها.
أكدت الزيارة وجود خلافات بين رؤية السروك البارزاني وبين أردوغان الذي يحاول إحياء خططه السابقة بان يجد بديلا لحزب العمال الكوردستاني على أساس ديني يميني وتاريخي لذلك خاطب الحضور والسروك مطولا منوها بتاريخ الأخوة بين الكورد والترك والرابط الديني بينهم وبدور البارزاني الخالد وإمتداد هذا التأثير حتى خارج حدود تركيا ، وهذا ما لمسناه في كلمة السروك بارزاني المقتضبة فهو يدرك جيدا مخاطر الصداقة مع تركيا على طريقة سرد خطاب أردوغان وتأثيرها على زعامته الكووردية وهو يأمل في إمكانية تطبيق الحالة العراقية في روشافا عكس أردوغان الذي يطالب بوحدة سوريا ، ويعرف جيدا الأرضية الذي يقف عليها ، فهناك أوجلان و دماء شهداء ب ك ك وحزب السلام والديمقراطية وقنديل وحليفه ب ي د في روشافا ، وهناك بغداد في ما يخص تصدير النفط و إنبوبه ، وهناك إيضا ايران الملالي ، وفوق كل ذلك قرأ السروك التاريخ جيدا فهناك تركيا الطورانية …و هناك الغرب ومصالحه .
لقد تناولت الصحافة التركية الزيارة بجميع توجهاتها الراديكالية والواقعية والحداثة وأجمعت بأن الزيارة كانت أكثر من تاريخية ولمدينة كوردية تاريخية لها باع طويل في النضال وشهدت ثورات كثيرة وبأنها أكدت على حقيقة وجود الشعب الكوردي على أرضه التاريخية وبان كل صنوف الحروب لن تقضي ولن تحل الحالة الكوردية ، إلا الصحافة اليمينية التي نددت بالزيارة خاصة بعد ما جرى من لقاء بين السروك البارزاني وعثمان بايدمر وأعضاء البرلمان الكورد ي.
أما كورديا فهناك أيضا إجماع كوردي على أهمية الزيارة في هذا الظرف العصيب ، وبأن روشافا ومصيرها لم تعد بيد أبناءها وحدهم وبان الخلافات الكوردية الكوردية ستعيد بروشافا إلى المربع الأول وشدد الجميع إلى ضرورة الحوار بين جميع الأطراف والإبتعاد عن الإقتتال الكوردي الكوردي حتى تنال روشافا حقوقها ضمن الوطن السوري الديمقراطي الواحد
حسني كدو
17-11-2013