كوردستريت|| الصحافة
تساءلت مجلّة “فورين أفيرز” الأميركية، في تقريرٍ لها جاء تحت عنوان “القوة العظمى المعطلة”، بشأن ما إذا “يمكن لأميركا المنقسمة أن تردع الصين وروسيا؟”، لافتةً إلى ضعف قدرة الولايات المتحدة في الاستجابة لما تفرضه عليها التحديات الأمنية حالياً.
المجلّة الأميركية أشارت إلى أنّ الولايات المتحدة تواجه الآن تهديداتٍ خطيرة لأمنها، أكثر مما واجهته منذ عقود، وربما في أي وقتٍ مضى، موضحةً أنّه لم يسبق لواشنطن أن واجهت أربعة خصومٍ متحالفين في نفس الوقت، وهم روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، وهي القوى التي يمكن أن تكون ترسانتها النووية الجماعية في غضون بضع سنوات “ضعف حجمها تقريباً”.
ولفتت المجلّة إلى التغير الحاصل فيما تواجهه الولايات المتحدة حالياً، حيث لم يكن عليها منذ الحرب الكورية أن تتعامل مع منافسين عسكريين أقوياء في كلٍ من أوروبا وآسيا، كما لا يمكن لأحد أن يتذكر وقتاً كان فيه خصمها يتمتع بنفس القدر من القوة الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والعسكرية التي تتمتع بها الصين اليوم.
وفي نفس اللحظة التي تتطلب فيها الأحداث الدولية المتسارعة استجابةً قوية ومتماسكة من الولايات المتحدة، شدّدت المجلّة على أنّ مشكلة واشنطن أنها “لا تستطيع تقديم مثل هذه الاستجابة”.
كما أضاءت على ما أسمته “فشل القيادة الأميركية السياسية المُمزّقة”، مؤكّدةً الخلافات الحادة بين الكتلتين الجمهورية والديمقراطية في البيت الأبيض والكونغرس، مُشيرةً إلى فشلٍ في إقناع عدد كافٍ من الأميركيين بأنّ التطورات في الصين وروسيا مهمة.
وأضافت أنّ القادة السياسيين فشلوا في شرح كيفية ترابط التهديدات التي تشكلها هذه البلدان أمام الولايات المتحدة، كما فشلوا في صياغة استراتيجية طويلة الأجل لضمان انتصار الولايات المتحدة على نطاقٍ أوسع.
وأشارت المجلّة إلى أنّ الولايات المتحدة تجد نفسها في “موقفٍ غادرٍ وفريدٍ مِن نوعه”، موضحةً أنّها غير قادرة على حشد الوحدة والقوة اللازمة في مواجهة خصومها، وأنّ النجاح في “ردع قادة مثل الرئيس الصيني، شي جين بينغ، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يعتمد على يقين الالتزامات وثبات الاستجابة”.
وبدلاً من ذلك، أدّى ما أسمته المجلّة “الخلل الوظيفي في الإدارة الأميركية” إلى جعل القوة الأميركية غير منتظمة وغير موثوقة، لتصبح إدارةً مُعطّلة.
(الميادين)