كوردستريت/
(الحقيقة الواضحة)
الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا ستجبر الإتلاف لحضور مؤتمر جنيف، لذلك كل هذه الإستعراضات التي يقوم بها المجلس الوطني وغيره من التنظيمات مكشوفة لمعظم السوريين، فهم يدركون بأنهم سيشاركون وجميع السيناريوهات جاهزة، في الوقت الذي يقدم شعبنا قوافل الشهداء يوميا، وكذلك الجرحى والمعاقين والمعتقلين والعناء اليومي غير المعقول.
بدأ العد العكسي لتجار الحروب الدوليين، فالغرب بدأ بتحقيق أهدافه من خلال اذعان ايران لمطالب المجتمع الدولي بعد مكابرة طويلة بهدف مبادلة الملف السوري بالموافقة على برنامجها النووي الخطير الذي كلف الشعب السوري من الشهداء ما يزيد عن نتائج ضرب قنبلتين نوويتين، فالحصار النفطي والمالي أرهقها، كما أن دعم النظام السوري أوصلها لتصحر مالي بدون أن تحقق أية فوائد على الأرض، والمعارضة الداخلية الإيرانية تتحرك بفعالية، كما أن الرئيس أوباما حدد لروحاني خريطة طريق لخروج إيران من عزلتها، أرعبت الملالي وزعيمهم خامنئي مما دفع بلطجيته بالقيام بإستقبال سيء لروحاني كرد فعل استعراضي أمام الرأي العام الإيراني الداخلي.
كما بدأت شركات النفط الدولية ذات الأصول السورية والشريكة للنظام سابقاً والمهتمة بالنفط والغاز السوري بإيصال مندوبيها لأماكن القرار في الإتلاف، فتواجد صالح مسلم في مؤتمر القطب الديمقراطي في القاهرة لم يأت من فراغ وإن كان تواجده أثار جدلاً لدى الحضور إلا أن دعوته كطرف أساسي في تشكيل الخريطة العامة لورثة النظام أو شركائهم في المستقبل، حيث تتألف من مجموعة قوى تحفظ أمن منابع النفط والغاز وتستخرجه وتصدره وجميع الخدمات الأخرى.
ولن أستغرب مشاركة بعض الكتائب التي تضع يدها على حقول النفط في الجزيرة والبادية في تشكيلات المعارضة مهما كان لونها، وخاصة أن اللون الذي يظهر للعيان ويشمئذ منه البعض ويفرح له آخرين لا يعبر عن الواقع الحقيقي إيديولوجياً ووظيفياً.
الحل السياسي في سوريا الذي يرضي الدول الإقليمية والغربية هو الوصول لحالة لا غالب ولا مغلوب، والواقع الداخلي الذي يعتبره البعض معقداً هو سهل الحل للأجهزة الغربية، بالرغم من الهوة الكبيرة وحجم الدماء بين المعارضة والنظام. فلا يتم ذلك إلا بتوقف برنامج القصف اليومي للنظام البربري لجميع المدن السورية، وسحب حواجزه و اخلاء سبيل المعتقلين، ورجوع النازحين لبيوتهم، ولن يجبر النظام على ذلك سوى الدول الكبرى في هذه المرحلة وفق جدول دقيق مقابل تنازلات.
الغرب لا يهمه الديمقراطية ولا حقوق الإنسان خارج بلدانه، يهتم بمصالحه فقط، فمن كان يعتقد بأنهم نادٍ خيري فهو مخطئ، هو نادٍ رأسمالي بإمتياز يعمل على تحقيق مصالحه، وهو ممكن أن يوافق على أي نظام سياسي مستقر يضمن له مصالحه.