الحراك الشبابي الكردي ما زال مستمراً في أعتصاماتها الى لحظة كتابة هذه المقالة, كعمل ميداني ضاغط على القوى السياسية الفاعلة لتوحيد الصف في روج آفا كردستان , فالفوضى السياسية التي أستبدت بالمشهد السياسي الكردي قد وضعت الفصائل السياسية في أزمة حقيقية وجعلتها تفقد البوصلة في ممارستها للفعل السياسي وفي خضم التناحر السياسي والتراشق الكلامي التخويني الذي باتت سمة سيئة تتباهى بها بعض الأطر والفصائل السياسية والثقافية في خطابها الأعلامي أصبح اللجوء الى الخيار العقلاني في ممارسة الفعل السياسي ضررة تاريخية يستوجبها اللحظة الكردية الراهنة كشرط أساسي وضرورة لأنقاذ المشهد السياسي المتخبط حيث الكل بات يدعي بأنه يمتلك الحقيقة المطلقة ويضع نفسه وصياً على الآخر بعقل حزبوي تبريري سمته تزكية الذات، واستهجان الآخر المختلف في مرحلة عصيبة حيث قطار الحلول السياسية قد بدأت لحلحة الأزمة السورية ومن ضمنها ستكون الملف الكردي معروضاً أمام المجتمع الدولي و في ظل الأنقسام الذي تشهده الساحة السياسية الكردية حيث باتت اللجوء الى المنطق وعقلنة الفعل السياسي مطلباً جماهيرياً تضع الحركة السياسية على المحك لمراجعة حساباتها وعقلنتها سياسياً بما يتواكب مع المتغيرات الدولية والأقليمية حيال الملف الكردي حيث مواقفها تتبدل بسرعة قياسية ولا بد من مواكبة المتغيرات ورصد تلك السياسات بما يتوافق مع حقوق شعبنا وقضيته العادلة بتخطيط عقلي موضوعي وأخضاعها لخدمة القضية لا لخدمة الأطر الحزبوية.
.
وبالعودة الى الحراك الشبابي الأحتجاجي حيث تعتبر عملهم الميداني صرخة وناقوساً يدق لتنبيه القادة بالواقع السياسي الكردي الحزين وأخراج الحركة السياسية من عنق أزمتها التشرذمية عبر عمل وحدوي عقلاني جامع عشية الترتيبات الدولية , فأن جهود الحراك الشبابي تبقى محل تقدير وأحترام الشارع الكردي, ألا أن الشيء الذي يحز في النفس هو الأكتشاف الأنشتايني المفاجىء لقيادات بعض الفصائل والأطر السياسية وأنجذابهم المفاجىء الى ضرورة وحدة الصف عبر خطب تبشيرية ونداءات رومانسية وشعبوية, فوحدة الصف لا تحتاج الى كل هذا الحشد اللغوي عبر المنابر الأعلامية فهناك أتفاق منجز بين كافة الفصائل تصلح لأن تكون المدخل والخلاص من حالة التشرذم والوصول الى وحدة الصف الأ وهو أتفاقية ( دهوك ) ببنودها المعروفة والتي تقرر بموجبها تشكيل مرجعية كردية مهمتها رسم الاستراتيجيات العامة للكرد وتجسيد الموقف الكردي الموحد في كافة المجالات المتعلقة بالشعب الكردي في روج آفا وسوريا، والتي تشكلت من حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي والأحزاب الأخرى خارج إطار الطرفيين بالأضافة الى بقية البنود فأن العودة اليها والعمل بها تعتبر الأختزال لكل الجهود التي ستبذل هنا وهناك من أجل وحدة الصف الكردي فعقلنة الفعل السياسي والمنطقي تكمن في لجوء كافة فصائل الحركة الى هذه الأتفاقية التي لم يكتب العمل بها نتيجة سياسات حركة المجتمع الديمقراطي الأقصائية.
.
إدريس خلو – 3-4-2016