
كوردستريت – سيدا احمد
.
#عفرين | في حوار خاص وحصري لشبكة كوردستريت الإخبارية مع “عبدالرحمن أبو” عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا حول عدة ملفات هامة تتعلق الانتهاكات الجارية في عفرين، والوضع الأمني في المدينة؛ وكذلك أسئلة وملفات أخرى مهمة يكشفها الحوار بكل شفافية ووضوح.
.
بداية أوضح القيادي الكوردي بأن قرى منطقة عفرين والمدينة شهدت في الفترة القريبة الماضية, وفي مراحل سابقة وبالتدريج, وفي فترات زمنية مختلفة “سيناريوهات لم تعهدها منذ أيام العهد العثماني” مشيرا بأن القوات الأمنية التابعة لما سماه ب”سلطة الوكالة” نفذتها وفقاً لأجندات أمنية تخدم النظام الدموي مباشرةً, وأجندات لدول إقليمية معادية لإرادة الشعب الكوردي المظلوم “نظام الملالي الإيراني – الصفوي, ونظام أردوغان التركي – العثماني” ملفتا بأن تلك القوات هاجمت الأهالي الآمنين في العديد من القرى في منطقة عفرين, وقادت حملة لاعتقال الشباب الذين يتراوح أعمارهم بين “16-40 ” وأحيانأ أكثر من ذلك “بحجة” التجنيد الإجباري.
.
مشيرا بأن هذه الحملة، والتي سماها ب”البربرية الهوجاء” تكمن في عدة أسباب، منها أن القرى التي تتم مهاجمتها وحصارها ومن ثمّ مداهمتها, وإن تراوحت حدّتها من قرية إلى أخرى, والقيام باعتقال الشباب بشكل “بربري” معظم الشباب لا ينتمون إلى “الأيديولوجية الآبوجية كواجهة ” ولا يؤيدون ما هو قائم في ما سماه هو ب”كوردستان- سوريا” ملفتا بأن معظمهم رفاق وأنصار الحزب الديمقراطي الكوردستاني سوريا، والحركة الوطنية التحررية الكوردية التاريخية “المجلس الوطني الكوردي” وبحسب وصفه فأن استهداف قرى منطقة عفرين والمدينة تمّ على مراحل تبعاً للظروف الداخلية والمحيطة، وبتوجيهٍ أمني “وبسيناريوهات مقاربة للواقع الشبه الكوردي” وتحت شعارات “واجب الحماية الذاتية , وحماية المنطقة” وتحت مسميّات بعيدة عن الحالة الكوردية وفق ما هو مرسوم وموجّه, بعد أن تأكّدت دوائر أمنية رفيعة المستوى, ووفق تقارير أمنية بأنّ منطقة عفرين ومناطق “كوردستان- سوريا” وصلت من النواحي التالية إلى ما هو معد ومرسوم “توجيه الضربات إلى الحركة السياسية التاريخية الكوردية” مضيفا بأن ذلك يأتي عبر إجبار الآلاف من الكوادر و”الرفاق” على التهجير القسري بالمضايقات والملاحقات وإلصاق التهم الواهية والباطلة بهم, والعمل على تهديدهم وترهيبهم, وبالتالي سلوك طريق الهجرة والهروب إلى ما وراء الحدود على حد قوله.
.
مردفا القول بأن البقية من الحركة الكوردية يتم زج قياداتها ومعظم كوادرها والآلاف من “الرفاق” في غياهب زنزانات “سلطة الوكالة” والعمل على إحداث نزف اقتصادي في جسد الحالة الكوردية, منوها بأنهم يعملون على إمرار جميع أبناء الشعب وإزلالهم في “ماكينات ما تسمّى الإدارة الذاتية” السجون أو الالتحاق بالقوة العسكرية مجبراً, وإرغام الجميع على قبول مقاسات تلك “المنظومة وتفصيلها قسراً ومن ثمّ قبولها عنوةً” موضحا بأنهم يعملون على جعل المناطق الكوردية في “كوردستان- سوريا” سجناً كبيراً للشعب الكوردي عبر الحصار المزدوج الداخلي والخارجي، منوها بأن أخطره على الإطلاق هو الداخلي, فالحصار الخارجي معروف من يقوم به “أعداء الكورد والمجاميع الإرهابية” و التفنّن في صناعة الأعداء وجعل جيران الكورد من “الأخوة العرب” أعداء حصريين ولآماد بعيدة, وصنع مبررات ذلك، مؤكدا بأنه لا يستطيع أي أحد ضرب “الأخوة الكوردية – العربية” والمعبّدة بالدم عبر التاريخ بحسب تعبيره.
.
وبحسب المعارض الكوردي فأن أخطر تلك الحملات التي وصفها ب “الوحشية” وأشدها، والتي أبكت الآلاف من الأمهات الكورديات, والزوجات الكورديات والأطفال ما تمّ في قرية ميوسكة (MÛSKÊ) التابعة لناحية راجو بتاريخ31-7-217 بعد تطويق القرية ومداهمتها فضّل شاب “عبدو محمد متزوج وأب” الانتحار بتفجير رأسه بحجر على أن يلتحق بتلك القوات, ومن ثمّ تفاعل الحدث لأن توجّه أهل القرية ونساؤها للتوجه إلى راجو والاعتصام أمام مخفر “سلطة الوكالة” وعد ملاحقة شبابهم ورجالهم، مواصلا بأن الأمر ذاته حصل نفس الشئ في قريتي “الباسوطة وبرج عبدالو” وتم تهديد القريتين بالحرق وتسويتهما بالأرض, ومنه إلى قطع جميع الطرق الرسمية والزراعية المؤدية إلى القريتين, ثم قامت بتمشيط البساتين بحثاً عن الشباب, وذلك بعد فرض حظر التجوّل فيهما, وتم اعتقال “محمد خليل- أحمد كلاحو- يوسف شمونة- علي جميل علوكة- حنيف حج حمشو- مصطفى حسن حجي” منوها بأنه تمّ اعتقال وسوق أكثر من 50 شاباً من قرية الباسوطة وبأعمار مختلفة في الأيام القليلة الماضية إلى جبهات القتال مباشرة في “عين عيسى” في منطقة الشهباء, وكذلك أسماء الشباب الذين تمّ اعتقالهم في قرية الباسوطة اليوم 3-8-2016 من قبل قوات “ب ي د” المحاصرة للقرية بحجة التجنيد الإجباري، عرف منهم “أحمد خالد – طاهر خليل- خليل محمد عمر – بطال عبدو بطال- نوري جميل طه باش” على حد تعبيره.
.
“عبدالرحمن ابو” أكد بأن القوات المذكورة لم ترتو من “ظمأها” في قرية الباسوطة، و”لم يشفوا غليلهم” استمرت في فرض حظر تجوال على الأهالي و ملاحقة الشباب، منبها ماحصل بتاريخ 3 -8-2016 في مقر الاسايش في الباسوطة مشاجرة بين أحد الأهالي وقوات الاسايش، والسبب “بحسب قوله” إنهم عندما اقتحموا بيت المدعو “جميل طه باش” لسحب ابنه محمد الذي لم يكن حاضرا فاعتقلوا أخوه “نوري” بدلا منه، وفي المساء ذهب الشاب محمد لمركز الاسايش ليسلم نفسه من أجل فك أسر اخيه هناك قاموا باهانته وحصلت مشادات كلامية، ومن ثم ضربوه و قاموا باعتقاله ولم يحرروا اخوه، مضيفا ما حصل يوم 2016/8/4 باعتقال شابين آخرين من قرية الباسوطة وهما “محمد دالي حسن – وحسن كردي من نازحي تل عران” و من ثم توجهت تلك القوات لقرية برج عبدالو واعتقلت شاب من القرية التي تكاد خالي، مواصلا بأنهم يقومون بتصوير الشباب بقوة السلاح والتهديدات ويطلبون منهم أن يقولوا انهم أتوا بملىء إرادتهم ولم يجبرهم أحد، مشيرا بأن أي شخص يرفض هذا الكلام والتصوير ينهالون عليه بالضرب والشتم والتهديد بذويه على حد قوله.
.
هذا ومن جانب آخر أكد السياسي الكوردي بأنه وبتاريخ 4-8-2016 – تابعت قوات الأسايش مهمتها لتحاصر قرية “برج عبدالو” وقامت أيضاً بتمشيط البساتين وهددت باقتحام البيوت، وتم اعتقال عدد من الشباب القرية عرف منهم خمسة أسماء وهم “غياب جمعة قاسم، شيار حميد درويش، خالد ناصر درويش، حسن محمد درويش، محمد صبحي درويش” ملفتا بأن قرية كفير وباقي القرى المحاذية لجبل ليلون شهدت نفس عمليات الترهيب والاعتقال وبنفس التاريخ, كذلك قرى “كفردلة فوقاني- كفردلة تحتاني – صاتيان – كوركان سيويا- الحياة ..عمرا – معملا- حسن- قدا – فيركان – قسطل خضريا – قسطل مقداد- ميدانا-ميدان اكبس- شينكل- كوسا” وكل القرى المحاذية للحدود مع تركيا؛ وكذلك الحملات الليلية في المدن الرئيسية “مدينة عفرين- بلبل- راجو- شية- جنديرس- شرّان-معبطلي” حيث معظم الرجال والشباب لا يزالون يبيتون في العراء بين الجبال والوديان، مضيفا بأنه ليلة 8-8-2016 شهدت قرية عبلا حصاراً شديداً من جانب تلك القوات التي أقدمت على قطع جميع خطوط الانترنيت عن القرية تمهيداً لاقتحامها، والتي وصلت إلى درجة المواجهة الخطيرة والكارثية مع الأهالي, ولا يزال وضع القرية في خطر بحسب تصريحه .
.
اعتبر القيادي الكوردي بأنه لا يمكن أن تدّعي قوة نفسها بالكوردية والوطنية، وتلحق كل هذا الأذى والإساءة بالحركة الوطنية الكوردية وخيرة مناضليها وجماهير الشعب الكوردي “المظلوم المقهور” وكذلك استهداف الرموز والمقدسات “الكوردوارية” وخاصّة العلم الكوردستاني والقيادات والمناضلين, فهم كانوا سابقاً مستهدفين من قبل الأنظمة الغاصبة لكوردستان على حد قوله.
.
هذا واختتم “عبدالرحمن ابو” عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا حديثه لشبكة كوردستريت الإخبارية بأنه لا بدّ من العودة إلى قيم “الكوردايتي” وقيم النضال الكوردي الأصيل عبر مراجعة الذات والتوجّه وفق البوصلة الكوردية وفق صيغ العمل الكوردي المشترك “قبل فوات الآوان” والعمل على إلغاء كل تلك الإجراءات اللاقانونية, والممارسات اللامسؤولة تجاه أبناء الشعب الكوردي المقهور وحركته السياسية المناضلة “المجلس الوطني الكوردي” والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين وصولاً إلى طي ملف الاعتقال السياسي, وسحب العسكر من المدن وإزالة كافة الحواجز التي قطّعت جسد “كوردستان- سوريا” إلى أشلاء بحجة الحماية وهي مقامة أصلاً من أجل عرقلة تحرّك ونضال حركتهم الوطنية الكوردية الأصيلة “الدولة الكوردية المنشودة” بقيادة الرئيس مسعود بارزاني قادمة قريباً جداً, وبحسب تعبيره هي محل ترحيب العالم الحر أجمع ما عدا أعداء الكورد “النظام التركي والإيراني الدموي, والسوري الديكتاتوري, والعراقي المالكي” الذين يتوحدون, ويعقدون الاجتماعات على أعلى المستويات تارةً في قم وتارة في أنقرة بحسب تعبيره.