كوردستريت || وكالات
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الخميس، إن الطائرات المسيرة المسلحة التركية منخفضة التكلفة شاركت في الحروب في سوريا وليبيا وأذربيجان كعنصر “مغير لقواعد اللعبة”.
ونشرت الصحيفة الخميس خبرا بعنوان: “الطائرات المسيرة المسلحة التركية منخفضة التكلفة تعيد رسم مناطق الصراع والجيوسياسية”، أشارت فيه أن الجيوش الصغيرة في جميع أنحاء العالم تتجه إلى وسائل هجومية رخيصة ضد أعدائها المجهزين تجهيزا عاليا.
وقالت: “هذا التكتيك الحربي الجديد (الطائرات المسيرة)، الذي أثبت نجاحه في الصراعات الإقليمية العام الماضي، غيّر التوازن الاستراتيجي حول تركيا وروسيا”.
ولفتت أن التكنولوجيا الرقمية منخفضة التكلفة المنتجة في تركيا دمرت الدبابات والمركبات المدرعة وأنظمة الدفاع الأخرى في الحروب التي ترعاها روسيا في سوريا وليبيا وأذربيجان.
وأضافت أن الطائرات المسيرة المسلحة منخفضة التكلفة فعالة على غرار المركبات القتالية عالية التقنية وباهظة الثمن.
وبينت أن الطائرات المسيرة تولت مهمة الطائرات الحربية باهظة الثمن، وأردفت: “يمكن للمسيرات المسلحة التحليق لمدة 24 ساعة والعثور على ثغرات في أنظمة الدفاع الجوي ومساعدة الطائرات الحربية بضرب الأهداف، وإطلاق الصواريخ بنفسها”.
وأشارت إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة كانتا رائدتان في قطاع الطائرات المسيرة المسلحة سابقا، مضيفة: “أنتجت التطورات التكنولوجية والمنافسون العالميون بدائل غير مكلفة. مسيرة بيرقدار TB2 التركية أحدث مثال على تلك المسيرات”.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن قطر وأوكرانيا من بين زبائن شركة “بايكار” التي تأسست 1984، وأن بولندا العضو في حلف الناتو أعربت الشهر الماضي عن رغبتها في شراء 24 طائرة بدون طيار من طراز “تي بي 2” (حصل بالفعل)، إضافة إلى اهتمام أعضاء آخرين في الناتو ودول إفريقية باقتناء هذه المسيرات التركية.
وأضافت أن نجاح الطائرات بدون طيار ساعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على زيادة نفوذه الإقليمي دون المخاطرة بأعداد كبيرة من الجنود أو المعدات باهظة الثمن.
ولفتت إلى أن المسيرات ” TB2″ جاءت نتيجة استياء تركيا من النموذجين الأمريكي والإسرائيلي الحاليين ورغبتها في مكافحة منظمة “بي كا كا” الإرهابية عبر أنظمة تسيطر عليها.
وشددت أن مسيرات “تي بي 2” التركية أثارت الاهتمام على الساحة الدولية العام الماضي خلال عملية درع الربيع وضرب أهداف النظام السوري في محافظة إدلب، مضيفة أنه “في الربيع الماضي، قلبت المسيرات (تي بي 2) الموازين بالنسبة للحكومة في طرابلس المدعومة أمميا خلال الحرب الليبية”.
وأشارت إلى أن تركيا أرسلت أسلحة إلى الحكومة الليبية في 2019، وزادت من دعمها العسكري لها، وبذلك تم إخراج قوات حفتر من طرابلس في يونيو/ حزيران 2020.
كما أكدت أن المسيرات الهجومية التركية أثبتت جدارتها في انتصار أذربيجان على أرمينيا في حرب قره باغ، وأن وزارة الدفاع الأذربيجانية نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد قصف المسيرات التركية الأهداف الأرمينية في المنطقة.
وأضافت أنه بعد حوالي ستة أسابيع من الاشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا، توسط الكرملين القريب من الحكومتين، لإعلان هدنة بينهما في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ونتجت عنها استعادة أذربيجان معظم الأراضي التي فقدتها قبل نحو 20 عاما.
وشركة بايكار، شركة تركية تعمل في مجال الدفاع والطيران في تركيا منذ 1984، وتعد أحد مصنعي الطائرات غير المأهولة القلائل في العالم.
وتُستخدم الطائرة “بيرقدار TB2” حاليا من قبل الجيش، وقوات حرس الحدود، والأمن وجهاز الاستخبارات في تركيا، إلى جانب استخدامها في بلدان أخرى مثل أذربيجان وقطر وأوكرانيا، وحديثا بولندا.
ويمكن للمسيرة حمل أربعة صواريخ من طراز (MAM-L) و(MAM-C) وإصابة الهدف بشكل دقيق ومحدد عبر مؤشر الليزر المدمج.
ويتم إنتاج الطائرات بلا طيار بمساهمة محلية بنسبة 93 بالمئة، وتحظى باهتمام عالمي كبير في قطاع الطيران والدفاع.
وكالات