تناولت صحيفة عمانية بالتحليل زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد الأولى من نوعها منذ أكثر من 12 عاما إلى السلطنة، وألقت بالضوء على صمود دمشق في وجه ما سمته مؤامرات حيكت “بأموال عربية في الغالب”.
وتساءلت صحيفة “عمان” (حكومية) ما إن كان العرب يتحملون جزءا مما حدث ويحدث في سوريا، معتبرةً أن هذا السؤال كان أوانه قبل عقد من الزمن عندما “تخلت الكثير من الدول العربية عن سوريا وتركتها تواجه مصيرها وحدها في وجه منظمات وحركات عالمية وجماعات إرهابية تدعمها قوى عظمى، بأموال عربية في الغالب”.
وقالت إن الهدف كان “إضعاف الدولة السورية وتشظيتها وتفتيتها من الداخل في سياق مسلسل تفكيك العالم العربي الذي بدأ عمليا في عام 2003 بالاحتلال الأمريكي للعراق”.
وألقت الصحيفة باللائمة على الدول العربية والجامعة العربية التي “بدل أن تقف صفا واحدا لدعم سوريا والدفاع عن وحدة أراضيها صوتت الكثير منها على تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية”.
ومضت مستغربةً: “وكأن سوريا تستمد عروبتها من عضويتها في الجامعة العربية لا من ترابها العربي وتاريخها وجذورها العربية الضاربة في الأعماق”.
وكان من بين ما آلت إليه الأمور، وانطلاقا من “العقوق العربي” تشجيع إسرائيل على قصف أحياء سكنية وسط العاصمة دمشق بالصواريخ لتفاقم المأساة السورية “في وقت لا تنقل وكالات الأنباء أي بيانات إدانة في حق الغارات الإسرائيلية التي تنتهك سيادة دولة عربية، ولو على سبيل المجاملة الدبلوماسية”، وفق “عمان”.
واعتبرت الصحيفة أن “صمود الدولة السورية في وجه كل التحديات الكونية والمؤامرات التي حيكت حولها طوال العقد الماضي دليل واضح على قوة الدولة وتماسكها الداخلي ووضوح الرؤية لدى مؤسساتها التي بقيت مخلصة للأرض وللتاريخ وللإنسان الذي تمسك بأرضه ووطنه”.
وخلصت إلى أن الوقت قد حان لعودة العرب إلى سوريا، والمساهمة في استقرارها وتعميرها، مؤكدةً أن قوة سوريا واستقرارها هما قوة للأمة العربية.
وقالت إن زيارة الرئيس السوري إلى السلطنة لا تكمن أهميتها في كونها زيارة نادرة للرئيس السوري لدولة عربية منذ أكثر من 12 عاما ولكن “لأنها كانت لسلطنة عمان، ما يعني أن الهُوة الكبرى بين سوريا والدول العربية في طريقها إلى الردم والتلاشي عبر الدبلوماسية العمانية”.
وألقت الصحيفة بالضوء على تجربة سلطنة عمان في التعامل مع ما حدث في سوريا خلال السنوات الماضية، وهو ما قالت إنه “نابع من قراءة عميقة لحقيقة الأحداث ومآلاتها ولذلك بقي الموقف العماني داعما للدولة السورية وصمودها وصمود مؤسساتها، وهذا موقف ثابت من مواقف السياسة العمانية التي لا تؤمن فيه بمقاطعة أي دولة عربية ناهيك عن دخولها في أي مؤامرات من شأنها المساس بسياساتها الداخلية”.
وأمس الاثنين، زار الرئيس السوري بشار اﻷسد، سلطنة عمان، حيث استقبله في المطار، السلطان هيثم بن طارق.
وعقد الطرفان جلسة مباحثات رسمية في قصر البركة العامر في مسقط بحضور الوفدين الرسميين.
وقال السلطان هيثم بن طارق إنّ سوريا دولة عربية شقيقة، مضيفًا: “نحن نتطلع لأن تعود علاقاتها مع كل الدول العربية إلى سياقها الطبيعي”.
من جانبه، اعتبر الرئيس اﻷسد أن سلطنة عمان حافظت دائماً على سياساتها المتوازنة ومصداقيتها، وأن المنطقة اﻵن بحاجة أكثر إلى دور سلطنة عمان بما يخدم مصالح شعوبها من أجل تعزيز العلاقات بين الدول العربية على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
وأعقبت جلسة المحادثات الرسمية جلسة محادثات مغلقة، ثم غادر الرئيس الأسد والوفد المرافق له مسقط، مختتمًا زيارة العمل إلى السلطنة.
وكالات