كوردستريت || الصحافة
تحت العنوان أعلاه، كتبت أولغا ساموفالوفا، في “فزغلياد”، حول انقسام أوروبا إلى سوقين لاستهلاك الغاز، ومكانة روسيا وتركيا فيهما.
وجاء في المقال: طرحت روسيا فكرة يمكن أن تؤثر بشكل جذري في المشهد الاقتصادي في كل أوروبا. الحديث يدور عن إنشاء مركز للغاز في تركيا، يقوم بتخزين الغاز الروسي وإعادة بيعه.
حول ذلك، قال نائب رئيس قسم الاقتصاد بمعهد الطاقة والتمويل سيرغي كوندراتيف: “لن تصبح تركيا أكبر مركز للغاز في أوروبا فحسب، بل على الأرجح المركز الوحيد”.
وبحسبه، “لم يستبعد رئيس شركة غازبروم، أليكسي ميلر، إمكانية تحويل إمدادات الغاز في الاتجاه التركي، بعد أن الهجمات الإرهابية على خطي السيل الشمالي. ولن يقتصر تحويل الغاز من بحر البلطيق إلى هناك، إنما سوف يُحول من الطريق الأوكراني أيضا”.
كيف ستتغير خريطة الغاز في أوروبا؟ لن تتبادل تركيا وألمانيا الأماكن فحسب، بل سوف تتبادل الأماكن مجموعة كاملة من البلدان. ستنقسم أوروبا إلى سوقين مختلفتين: من جهة، ستكون هناك ألمانيا، ودول البلطيق وبولندا وبلدان شمال أوروبا، التي ستركز على إمدادات الغاز الطبيعي المسال الأمريكي والغاز النرويجي باهظ الثمن؛ ومن جهة ثانية، البلقان وجنوب ووسط أوروبا التي ستتلقى غازا أرخص من روسيا عبر تركيا.
يتحدث الجميع عن رغبة روسيا في بيع الغاز إلى الدول الأوروبية، لكن الحديث يدور عن مصالح الدول الأوروبية نفسها، وهو أمر مهم للوصول إلى إمدادات موثوقة يمكن الاعتماد عليها من موارد الطاقة الروسية. كما يؤكد كوندراتيف ويضيف:
“إذا تمكنت بلدان جنوب شرق أوروبا من الدفاع عن مصالحها، فستقوم بإنشاء منطقة غاز غير مكلف نسبيا. ستشكل سوقا جديدة تجري فيها منافسة عادية بين موردي الغاز الروسي والأذربيجاني وموردي الغاز الطبيعي المسال. على المدى الطويل، يمكن أن ينضم إليها الموردون من إيران، وكذلك من الجرفين التركي والإسرائيلي”. (روسيا اليوم)