كوردستريت || الصحافة
تحت العنوان أعلاه، كتب دميتري بولياكوف، في “أوراسيا ديلي”، حول إيجابية الدور الذي تلعبه الرياض في الأزمة الأوكرانية مقارنة بالدور التركي.
وجاء في المقال: جرى بين روسيا وأوكرانيا أكبر تبادل للأسرى منذ بدء العملية الخاصة. تبين أن ذلك لم يكن ممكنا إلا بمشاركة وسطاء دوليين. وفي حين أن تركيا لا تقوم بدور الوسيط بين موسكو وكييف للمرة الأولى، فإن مشاركة المملكة العربية السعودية كانت غير متوقعة على الإطلاق. ومع ذلك، هبطت في الرياض بالذات الطائرة التي أقلت 10 أجانب قاتلوا إلى جانب أوكرانيا. وكان من بينهم مواطنون من المغرب والولايات المتحدة وبريطانيا والسويد وكرواتيا.
في مجتمع الخبراء الروس، ينظرون بإيجابية إلى دور المملكة العربية السعودية المتنامي في جهود الوساطة. فيرى كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، بوريس دولغوف، أن “المملكة العربية السعودية تعرض وساطتها منذ فترة طويلة- منذ عدة أشهر- وتبدي اهتماما في إنهاء الأزمة. لذلك، هذه الوساطة لم تكن غير متوقعة. بالطبع هذه حقيقة إيجابية للغاية، لأن السعودية تريد توسيع تعاونها مع روسيا، كون علاقاتها مع الولايات المتحدة متدهورة الآن وهناك تناقضات بين البلدين. لم تعد المملكة العربية السعودية تعد الولايات المتحدة شريكا موثوقا به، والقيادة السعودية تعمل على تعزيز خط تطوير العلاقات مع كل من روسيا والصين. الوساطة الحالية في تبادل أسرى الحرب هي إحدى الخطوات التي تتماشى مع هذه السياسة. وتجدر الإشارة هنا أيضا إلى أن تركيا حاولت بقوة التوسط بين روسيا والنظام الأوكراني، لكن وساطة المملكة العربية السعودية، في رأيي، أكثر إيجابية بالنسبة لروسيا من التركية”.
على أية حال، تعكس جهود الوساطة التي تبذلها تركيا والمملكة العربية السعودية اتجاها مشتركا، نحو زيادة أهمية دور اللاعبين الإقليميين. ففي الظروف التي لا تستطيع فيها القوى العالمية التوصل إلى توافق في الآراء بشأن القضايا الأساسية، فإن القوى الإقليمية هي التي تمارس الوساطة، وتساعد في إيجاد أرضية مشتركة. (روسيا اليوم)