كوردستريت|| الصحافة
“صداقة مناطقية”، عنوان مقال يفغيني ساتانوفسكي، في “كوريير” للصناعات العسكرية، حول نية واشنطن البقاء في سورية والعراق.
.
وجاء في المقال: لا تنوي واشنطن الخروج من سورية والعراق، ليس لقتال داعش، إنما للحفاظ على ثقل موازن للنفوذ الروسي والإيراني. فهذا أمرمهم بالنسبة للولايات المتحدة من حيث الحفاظ على التوازن الجيوسياسي، الذي لا يمكنها التخلي عنه ولن تفعل.
أمام واشنطن مهمة غير قابلة للحل. عليها، في سورية، الحفاظ على اعتمادها على الأكراد، الذين، على المدى المتوسط، ليس لديهم بديل عن الأمريكيين. محاولات مغازلة القادة السنة وإنشاء قاعدة دعم في شمال سورية، ونقل مفارز عربية من مخيم “الركبان” إلى هناك، لم تبرر نفسها. الأمريكيون، الذين ينفذون عمليات على الضفة الشرقية لنهر الفرات، ويعترفون بذلك بشكل غير رسمي، يحاولون سحق القاعدة العسكرية للميليشيات العشائرية السنية المحلية. أي أنهم يريدون تطبيق تلك التكتيكات في سورية، التي طالما حاولوا دون جدوى استخدامها في أفغانستان واليمن.
.
لكن من دون إنشاء حكومة سنية وكردية مكتفية ذاتياً في شمال سوريا، لا تمتلك الولايات المتحدة دعماً فعالاً لحل المهمتين الثانية والثالثة في سورية اللتين وضعتهما لنفسها. أي إخراج إيران ورحيل بشار الأسد السياسي بعد الانتخابات العامة بمشاركة جميع النازحين واللاجئين السنة داخل سورية وخارجها. خطة صعبة التحقيق. واشنطن تدرك جيدا ذلك. ولهذا السبب تحاول إبقاء إدلب باعتبارها ثقلاً مسلحًا مضادا لدمشق. لا تسيطر الولايات المتحدة على هذه المحافظة، بل تتركز فيها قوى معادية لها، لكن الشيء الرئيس هو إبقاء هذه المنطقة السنية خارج سيطرة دمشق. ولهذا السبب رحبت واشنطن بتجميد الوضع في إدلب.
.
تؤيد السلطات الأمريكية نتائج قمة روسيا وألمانيا وفرنسا وتركيا حول سورية التي عقدت في اسطنبول. أعلن ذلك نائب رئيس الخدمة الصحفية في وزارة الخارجية الأمريكية، روبرت بالادينو. وشدد بالادينو على أن السلطات الأمريكية تشجع فكرة إنشاء لجنة دستورية في سورية، فضلاً عن الاتفاق بين روسيا وتركيا على منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب. تلميح شفاف إلى الدستور الجديد وخروج الأسد من منصب الرئاسة بعد اعتماده، معلقة عليه الآمال الرئيسية للولايات المتحدة وحلفائها لإنهاء نفوذ موسكو وطهران من سورية بطريقة “سلمية”. هذا يتوافق تمامًا مع مصالح الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، بل وتركيا.
روسيا اليوم
.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة