وجاء في المقال: تحاول روسيا منع إراقة الدماء في جنوب سوريا، وسط محاولات دمشق للسيطرة الكاملة على محافظة درعا التي يطلق عليها اسم “مهد الثورة السورية”. فقبل ثلاث سنوات، بذلت موسكو جهودا كبيرة لمنع تطهير المحافظة، باعتماد المصالحة بدلا من العملية العسكرية، كما حدث في ضواحي دمشق.
وكما لاحظ العديد من ممثلي المعارضة، خلال عملية المصالحة، فهم دخلوا في مفاوضات مع ضباط روس وبضمانات موسكو وليس مع السلطات السورية. إنما روسيا تؤكد على الدوام أن اتفاقات المصالحة تمت على وجه التحديد بين دمشق والمعارضة.
على مدى ثلاث سنوات، تحولت درعا إلى كتلة من المشاكل المتشابكة التي لم يتم حلها. دمار ما بعد الحرب وموقف السلطات المركزية المتعجرف من السكان المحليين وعمليات عصابات وإرهابيي المعارضة غير القابلة بالمصالحة، وكذلك مشاكل اللواء الثامن مع الوحدات النظامية من الجيش والأمن السوري والقوات التابعة لإيران الموالية لدمشق. على هذه الخلفية، دعا نشطاء في درعا إلى رفض الانتخابات الرئاسية السورية التي جرت في مايو. فجرى إغلاق العديد من مراكز الاقتراع، وجرى استهداف المراكز الأخرى.
دمشق لم تغفر لدرعا مقاطعة الانتخابات، فقررت إحلال النظام هناك.. وبحسب صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، كانت موسكو ضد العملية العسكرية في المحافظة، لكن دمشق لم تستمع لنصيحتها.
ومع ذلك، فلا يرى خبير مجلس الشؤون الدولية الروسي، كيريل سيميونوف، في أحداث درعا فشلا لسياسة المصالحة الروسية. فقال: “المفاوضات لا تزال جارية. مع العلم بأن سمعة روسيا كوسيط، في نظر المعارضة السورية والمجتمع الدولي، تتوقف على تطور الوضع في درعا”.
وأشار سيمونوف إلى تجربة اللواء الثامن الناجحة، وإلى أن المشاكل تنشأ الآن مع وحدات المعارضة التي لم تنضم إليه والتي لم يتم تسوية وضعها بشكل كامل. وفي الوقت نفسه، فإن مقاتلي هذا اللواء على الرغم من أنهم لم يصبحوا موالين لدمشق، إلا أنهم قادرون على إحلال النظام في المحافظة.