كوردستريت || الصحافة
نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا عن مخاطر التهديد النووي التي تخيم على العالم حاليا، وتحذير للكاتب جديون راشمان من أنه حتى الضربة المحدودة في أوكرانيا ستكون لها آثار عالمية كارثية.
فقد أصدرت خمس دول تمتلك أسلحة نووية رسميا (الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة) بيانا مطلع العام الجاري قالت فيه إنه “لا يمكن كسب حرب نووية ولا يجب خوضها أبدا”.
لكن في الشهر التالي غزت روسيا أوكرانيا. ومنذ ذلك الحين هناك قلق بين قادة العالم من اندلاع حرب نووية بالفعل، وقريبا جدا.
وأشار الكاتب إلى أنه منذ البداية، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الصراع بأنه وجودي بالنسبة لروسيا وألمح إلى أنه قد يستخدم الأسلحة النووية لتحقيق النصر.
وقبل أسبوع تزايد القلق لدى مسؤولي الأمن في الغرب وهرعوا إلى مكاتبهم خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد اتهامات موسكو بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام “قنبلة قذرة”، وهو ما اعتبروه إشارة إلى أن روسيا نفسها كانت تبحث عن ذريعة لاستخدام السلاح النووي.
وعلى الرغم من انحسار الأزمة الأخيرة، إلا أن التهديد العام باستخدام روسيا لسلاح نووي لا يزال في ازدياد. وناقشت الحكومة الأمريكية سيناريو يرى أن هزيمة روسية مذلة في معركة خيرسون قد تقنع بوتين باستخدام أسلحة نووية تكتيكية ضد القوات الأوكرانية.
وأشار الكاتب إلى ما يُقال عن أن بوتين لن يستخدم الأسلحة النووية بالقرب من الأراضي الروسية، خوفا من تلويث بلاده. لكن مسؤولين أمريكيين كبار يشيرون إلى أن أصغر الأسلحة النووية التكتيكية قد تقتل مئات الأشخاص، وليس الآلاف، ويصل مداها التدميري المشع إلى بضعة أميال مربعة فقط.
وتركز الولايات المتحدة وحلفاؤها الآن على منع روسيا من اتخاذ تلك الخطوة القاتلة والوصول إلى عتبة استخدام الأسلحة النووية، من خلال مزيج من الردع والدبلوماسية.
لكنهم يفكرون بالفعل بجدية في الآثار العالمية لاستخدام سلاح نووي روسي. وكما قال أحد كبار المسؤولين الأمريكيين: “سوف يدرس الناس كيفية التعامل مع هذه الأزمة لعقود قادمة”.
ويتحدث الكاتب عن أربعة سيناريوهات رئيسية يجب مراعاتها: التطبيع النووي، والابتزاز النووي ، وتجنب الحرب ، وفي النهاية سيناريو معركة نهاية العالم (هرمجدون).
ويوضح أنه ليس من الصعب أن نرى كيف يمكن أن يتحول استخدام سلاح نووي روسي إلى حرب نووية شاملة، مما يؤدي إلى ما أطلق عليه الرئيس بايدن نفسه “هرمجدون”. كما حذرت واشنطن من أنه إذا استخدمت موسكو سلاحا نوويا، فسيكون هناك رد بعواقب “كارثية” بالنسبة لروسيا.
لم يوضح الأمريكيون علنًا ما سيكون رد فعلهم. ويعتقد العديد من المعلقين أنه سيكون عسكريا، لكن أيضا غير نووي.
تحدث الجنرال ديفيد بتريوس، الرئيس السابق لوكالة المخابرات المركزية ، عن قيام قوات الناتو بمهاجمة القوات الروسية على الأرض في أوكرانيا بأسلحة تقليدية وإغراق الأسطول الروسي في البحر الأسود.
لكن التدخل العسكري الغربي المباشر من المحتمل أن يؤدي إلى رد روسي إضافي. قد يتحرك الغرب وروسيا بسرعة في “سلم التصعيد”، مما يجعل كابوس الحرب النووية الشاملة ممكنا بشكل واضح. (بي بي سي)