كوردستريت || الصحافة
نشرت صحيفة التلغراف مقال رأي لتشارلز مور، بعنوان: “على الغرب أن يتمسك بحرب الإرادة ضد إمبراطورية فلاديمير بوتين المتداعية”.
ويقول الكاتب إنه من المفيد في الوقت الحالي، أن نتذكر أن روسيا إمبراطورية، ولا سيما في ذهن فلاديمير بوتين.
ويضيف: “لكن كيف حال الإمبراطورية الروسية العظيمة؟ سرعان ما تم هزيمتها في هدفها الأساسي: احتلال كييف والإطاحة بالرئيس زيلينسكي”.
ويعتبر الكاتب إنه لم تكن هناك انتصارات دبلوماسية روسية كثيرة أيضاً. إذ قبل أن تتطور الأمور، أعلن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أن صداقة الصين مع روسيا “لا تعرف حدوداً”، لكنه “سرعان ما وجد الكثير” من هذه الحدود بحسب الكاتب.
ويقول جيمس شير، من معهد السياسة الخارجية الإستوني، للتلغراف، إن بوتين “مصمم على إخضاع أوكرانيا أو تدميرها”. ويتابع أنه إذا فشل في إخضاعها، لا يزال بإمكانه أن ينجح في تدميرها.
ومن جهته، يشبه جون غيرسون، الأستاذ في معهد السياسة في كينغز كوليدج لندن، في حديثه مع الصحيفة، روسيا “بشخص مخمور يسقط فوق قطة صغيرة على سريره: تخدشه بقوة وتعضه، لكنه مخمور جداً ولا يشعر بالألم، وعندما يستيقظ في الصباح، تكون القطة قد ماتت”.
ومع ذلك، يبقى القلق الأكبر، بحسب الكاتب هو موقف الغرب.
إذ يقول إنه على الرغم من تقديم الغرب للأسلحة والتدريبات للجيش الأوكراني، إلا أنه “من بين حلفاء الناتو الذين لا يحدون روسيا، يبدو أن بريطانيا بقيادة بوريس جونسون – وقريباً ليز تروس – هي فقط من يدرك تماماً أن أوكرانيا بحاجة إلى دعمنا الكامل، ليس فقط من باب الشفقة على محنتها، ولكن للأمن الأوروبي والعالمي”.
ويضيف أن عناصر في الإدارة الأمريكية، بقيادة جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، تبدو راضية عن “الاستقرار”، الذي يعني صفقة مع بوتين، وليس “الأمن”، وهو ما يتطلب هزيمته.
ويخوض بوتين هذه المعركة العالمية ضده، من خلال إضعاف إرادة الغرب، مستخدماً ورقة الطاقة بحسب الكاتب.
إذ تشعر معظم أوروبا “بأنها تعتمد على رحمة بوتين”، وهي صفة لا يمتلكها، بحسب وصف الكاتب. إذ تواجه الحكومات الأوروبية الآن أزمات سياسية بسبب تكلفة التدفئة وتناول الطعام. ومع اقتراب فصل الشتاء، يصبح اختبار الإرادة أكثر حدة.
ويقول الكاتب انه وعلى الرغم من عمق الأزمة الحالية، فإن إمدادات الطاقة لن تنضب لفترة طويلة. ويضيف أنه بحلول العام المقبل، ستكون أوروبا التي لم تعد تعتمد على الطاقة الروسية “قارة محررة”. و”ستكون روسيا في المقابل فقيرة”.
ويعتبر أن أكبر خطر على الغرب اليوم، هو مدرسة الفكر التي تعتبر نفسها “واقعية” وتقول إن روسيا قوة دائمة ويحق لها تأمين مصالحها. ولذلك، “لنتحدث إلى بوتين ونجعل أوكرانيا تقبل بصفقة معقولة”.
ويقول الكاتب إنه وبعيداً عن الواقعية، يتجاهل مثل هذا النهج ما يحصل في الواقع، أي “ما يفعله بوتين بالفعل، ولماذا يفعل ذلك”. ويضيف: “يجب ألا ندعم القوة الدائمة لهذه الإمبراطورية المنهارة. يجب أن ندعم هزيمتها”. (بي بي سي)