توقعت الصحافة الإسرائيلية أن تدفع عملية إسطنبول الانتحارية تركيا لتغيير أولوياتها بين تنظيم الدولة الإسلامية والأكراد، كما تناولت الصحف موضوع حجم التمويل المالي الذي تحصل عليه المستوطنات الإسرائيلية من الوزارات.
.
وكتب السفير الإسرائيلي السابق بوعاز بيسموت مقالا في صحيفة إسرائيل اليوم، رأى فيه “أن العملية الانتحارية الأخيرة التي شهدتها مدينة إسطنبول تحدث تغييرات في سلم أولويات السياسة التركية، بحيث تكون الأولوية لمحاربة تنظيم الدولة، بينما الأكراد بإمكانهم الانتظار بعض الوقت، في ضوء تحول الأراضي التركية إلى هدف مفضل لتنظيم الدولة”.
.
وتابع أن العملية الأخيرة تأتي ضمن سلسلة عمليات شهدتها تركيا في الآونة الأخيرة، خلفت عشرات القتلى ومئات الجرحى.
.
وأضاف أن تركيا اليوم تواجه أعداء متزايدين؛ فبالإضافة لنظام بشار الأسد، ينضم تنظيم الدولة لقائمة أعداء تركيا، عقب انضمامها للتحالف الدولي لمحاربته، في وقت بدأت فيه أنقرة محادثات مع الأكراد للوصول إلى نهاية للصراع الذي خلّف أربعين ألف قتيل منذ 1984.
.
أعداء الأمس
.
وأشار إلى أن العدو الأكبر أمام تركيا هو تنظيم الدولة، وليس حزب العمال الكردستاني، وفي ضوء أنها عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأن ثمانية من القتلى العشرة الذين سقطوا بالهجوم الانتحاري ألمان، فإن ذلك -بحسب الكاتب- يجبر أنقرة على توسيع رقعة محاربتها التنظيم، وهو ما يتوقعه منها شركاؤها في حلف الناتو.
وختم أن هجوم إسطنبول، الذي ضرب مركز السياحة الرئيسي للمدينة، يدفع أنقرة لإعادة النظر في أعدائها وأصدقائها من جديد، فالأكراد أعداء الأمس، قد يصبحون في المستقبل القريب حلفاء الغد بالحرب ضد تنظيم الدولة.
.
في السياق، كتبت نتاع بار في صحيفة معاريف أن الهجوم الانتحاري في إسطنبول يدفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمفاضلة بين خيارين: إما الاشتراك بقوة مع الغرب في محاربة تنظيم الدولة، أو البحث عن حل حقيقي للمشكلة الكردية في بلاده، مؤكدة أن السنة الأخيرة شهدت تصعيدا بتركيا سواء من قبل عمليات المسلحين الأكراد في شرق البلاد، أو العمليات التي تضرب تركيا ووصلت لإسطنبول.
.
وأضافت أن أردوغان يجد نفسه أمام جبهتين في وقت واحد، ولا يبدو أن أمامه الكثير من الوقت للانتظار والاختيار، فإما أن ينضم للغرب لمحاربة تنظيم الدولة بقوة، ويستغل حالة التعاطف الدولي معه، للذهاب بعيدا لمعركة مفتوحة ضد الأكراد، أو يبحث عن حل سياسي دبلوماسي للمشكلة الكردية، ومواصلة دعمه فصائل المعارضة التي تقاتل النظام السوري، ودون ذلك سيجد أردوغان نفسه محاطا بالأعداء من كل جانب.
.
تمويل المستوطنات
.
وفي سياق منفصل، كتب حاييم ليفنسون في صحيفة هآرتس مقالا عن حجم التمويل المالي الذي تحصل عليه المستوطنات الإسرائيلية من الوزارات، لا سيما وزارة الزراعة، التي يقودها الوزير المستوطن أوري أريئيل من حزب البيت اليهودي، الذي موّل توسيع وتطوير التجمعات الاستيطانية خارج الخط الأخضر، وحوّل الأسبوع الماضي سبعين مليون شيكل لتطوير البنى التحتية في مستوطنات الضفة الغربية.
.
وأضاف أن خطوات ليفنسون جلبت ردود فعل غاضبة من قبل المزارعين في المستوطنات، لأن هذه الأموال ذهبت للسلطات المحلية الاستيطانية، ولأغراض ليست زراعية، لكن الأمر تم في ضوء تنفيذ اتفاق الائتلاف الحكومي بين حزبي الليكود والبيت اليهودي في أغسطس/آب الماضي، وشهد عام 2015 تحويل 240 مليون شيكل للمستوطنات، وستحول عام 2016 مئة مليون أخرى.
.