
في الثمانينات من القرن الماضي عاش الشعب الكوردي في سوريا بأسوأ أحواله و مرت عليه ظروف في قمة الصعوبة و الخطورة نتيجة للتصرفات التي كان يتعامل بها ب ك ك مع الشعب الكوردي في كوردستان سوريا و مع الحركة الكوردية في سوريا فكم من أشخاص تم تهديدهم أو قطع آذانهم و أنوفهم و….و …..الخ و كم من مشاكل من أنواع التهور قام بها أنصار هذا الحزب في تخريب المسارح القومية في أعياد النوروز أو تخريب الأعراس الأهلية و الآن يبدو أن السيناريو يتكرر مع أتباعهم ب ي د الذين هم مسؤولين بشكل مباشر و غير مباشر عما يجري على أرض كوردستان سوريا لأنهم القوة المتحكمة بالأرض و المفروضة على الشعب الكوردي فرضاً و لكن الشعب الكوردي مطمئن بأن قضيتهم لن تنتهي بنهاية سلطتهم و يأمل الشعب منهم الإقتداء بالمعايير الوطنية و الحفاظ على جوهر القضية في سبيل مواصلة النضال الوطني الحقيقي مع الحركة الكوردية.
.
حتى لو أن قوى الأمر الواقع إدعت بتحرير ما تسمى روج آفا فإن النوايا تبقى غير صادقة لأن الواقع يتحدث غير هذا و سوف يؤدي حتماً إلى الفشل الذريع لأنهم لا يستثمرون طاقاتهم في سبيل الكوردايتي بل تصب في خانة من يعادي الكوردايتي، و حتى في المفاوضات معهم فإنها إهدار للجهود و إسراف في الوقت لأن من يفاوضهم إنما يفاوض من لا تربطه أية علاقة لا من قريب أو بعيد بواقع الشعب الكوردي في سوريا و هنا إذا كان و لا بد من التفاوض الذي نؤمن به جميعاً الذي يصب في مصلحة الشعب الكوردي فيجب أن يشارك الجميع فيه و خاصة المعنيين الذين لهم دور على الساحة الكوردية و الترفع إلى مستوى المسؤولية التاريخية بالنظر إلى تفريغ المنطقة و حسرات المهجرين و آلامهم و الإبتعاد عن روح التفاوض الذي يقصي الأطراف الأخرى كما في السابق.
.
إن الوضع في كوردستان سوريا أصبح خطيراً للغاية و لا يتحمل أكثر و يجب على الجميع تفادي الوضع المتفاقم يوماً بعد يوم من الغرق و التشريد و هنا تكمن أسباب الخطورة الواضحة بالنسبة للجميع و التي تحدد مسألة وجود شعب من عدمه :
.
* حالة العجز الذي وصلت إليه حال الحركة الكوردية سواء من الأحزاب المنضوية تحت الإدارة الذاتية أو خارجها و ضعف أداء الحركة الكوردية على الساحة بسبب التهجير التي أرغمت الجماهير على الهروب من تحت سيطرة قوة الأمر الواقع و خوفاً من أن يكونوا وقوداً لحروب مفتعلة أو تخدم الأنظمة الأقليمية المعادية أصلاً لقضية الشعب الكوردي بشكل عام.
.
* فشل جميع الإتفاقيات التي أبرمتها الحركة الكوردية المتمثلة بالمجلس الوطني الكوردي و تف دم. * فشل خيارات الدفاع عن المنطقة الكوردية من جانب القوة الأحادية التي إغتصبت القرار الكوردي بالقوة. * الأطراف الإقليمية الفاعلة على الساحة ليست معنية بالمصالحة و تنفيذ الإتفاقات التي أبرمت بين المجلس الكوردي و تف دم. * عدم وجود آليات واضحة لتنفيذ الإتفاقات التي حصلت أو حتى التي سوف تحصل مستقبلاً و لذلك فإن قوة السلاح تتحكم بالقرارات المتخذة و طرق تنفيذها.
.
* مصادرة القرار الكوردي من قبل جماعات ضمن قوة الأمر الواقع المتحكمين بقوة السلاح على الأرض أو لنقل عنهم بأنهم أشخاص لهم نفوذ كبير و لهم القرار الفصل و الرأي الأخير و هي ذات مصالح شخصية و قد تكون متهمة بالفساد أو أنها تخدم أجندات خارجية و أصبحت تحركاتهم مشبوهة من خلال سياسة الفصل بين المناطق الكوردية و زرع الكانتونات و نقلها إلى كوردستان العراق و هذا دق اسفين التخريب في خيمة الكورد مستقبلاً.
.
لذا يتوجب على الجميع إعادة النظر في منهاجه و برامجه إذا كانت هناك برامج و مناهج غير التمجيد وعبادة الفرد و الأهم هو ترتيب البيت الكوردي حيث يصبح الوضع معقداً يوماً بعد يوم و أصبحت نخب المثقفين و السياسيين عبئاً على الشعب المهجر و عائقاً أمام التحرك لمواجهة من يستهين بحقوقه و يهدر كرامته و يعتقل المواطن الكوردي بشكل تعسفي، و أصبح من يتحكم على الأرض بالسلاح عاجز عن كسب الشرعية السياسية و الشعبية لنفسه و( مؤسساته) التي بناها لحزبه إلا بالقوة.
.
مروان سليمان
04.09.2015