إن معظم الخلافات والصراعات الدائرة خلال القرون خلت بين الدول في منطقة الشرق الأوسط ناتج عن عدم إيجاد حل لمصير أكثر من ثلاثين مليون إنسان كردي مما أثر سلباً على السياسات واقتصاديات الحكومات المحتلة لكردستان رغم أن جميع الدول المعنية على دراية كافية بأن الأسباب التي تقف وراء أكثر الخلافات والحروب والنزاعات الرئيسية يؤول إلى ترك قضية أكبر شعب في منطقة الشرق الأوسط دون حل,
وقد أكدت لهم كل المؤشرات والمعطيات عبر التاريخ إن مفتاح معظم العقد الأساسية في المنطقة تكمن في إيجاد مخرجً لهذه المعضلة الأساسية التي نفذها بعض الدول آنذاك خدمة لمصالحهم بموجب الاتفاقيات والتفاهمات بدء من اتفاقية قصر شيرين في إيران بين الصفويين والعثمانيين عام 1639 م ومروراً باتفاقية لوزان في سويسرا عام 1923 م وانتهاء باتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا وانكلترا عام 1916 م الذين قسموا بلاد الكرد أرضاً وشعباً عدة مرات بعيداً عن كل المعاير الأخلاقية والإنسانية ودون مراعاة أبناء الشعب الكردي العريق الذي مارست بحقه سياسة الإبادة والامحاء في كل بقعة من وطنهم كردستان من قبل الأنظمة المتعاقبة على السلطة في أجزاء كردستان الأربعة حيث لم تدخر هذه الأنظمة أي جهدا في قتل واضطهاد أبناء الشعب الكردي بكافة الأساليب الوحشية لإزالته من التاريخ , رغم ذلك لم تتوقف إرادة الشعب الكردي الالتحاق بالركب التاريخ بل أصروا وشاركوا بفعالية في المشاريع الوطنية و لم يتأخر يوماً عن مهامه عبر التاريخ في بناء الوطن وعلى كافة الميادين و الأصعدة الاجتماعية والوطنية .
فبقاء القضية الكردية في القرن الواحد والعشرين دون حل في هذا الوقت لا يخدم بتاتا مصلحة المجتمع الدولي ولاسيما الدول الغاصبة لكردستان بل يعني مزيد من المجازر بحق هذا الشعب كما يحصل الآن بحق أبناء الشعب الكردي من الطائفة الكريمة الأيزيدية في مدينة شنكال بإقليم كردستان العراق, فعليهم أن يبادروا ويقتنعوا بأن الوقت قد حان بأن الاتفاقيات المجحفة قد انتهت فعاليتها على الأرض ,والوقوف بجدية أمام مسؤولياتهم التاريخية تجاه الشعب الكردي لحل المعضلة الكردية والإسهام بفعالية لإعادة الاعتبار إلى هذا الشعب العريق الذي تعرض خلال التاريخ لأبشع الصنوف الظلم والإجحاف والاضطهاد في كل أجزاء كردستان ووضع حد لهذه المأساة التاريخية التي طال انتظارها,
فمن هنا يتطلب على المجتمع الدولي ولاسيما الدول التي قسمت كردستان وفق مصالحهم آنذاك, والبدء الفوري ودون تأخير في حل القضية الكردية وتقديم المساعدات لهم إن كانوا عازمين على السلام والأمان والعيش بهدوء فالأرضية الآن باتت قوية اكثر من اي وقتاُ سابق لمعالجة تلك الأخطاء التي حصلت عبر التاريخ لذلك على المعنيين دعم الشعب الكردي لإعادة تكوين وبناء ما دمره الاحتلال طوال هذه الفترة ليأخذ مكانته الطبيعية بين الشعوب والاضطلاع بدوره الحضاري في بناء و إنشاء وكل ما تطلب منه الواجبات للوصول إلى مصافي الدول الراقية فهذا من مصلحة جميع الدول العالم وخاصة المكونات والشعوب الذي يعيش في الشرق الأوسط .
مسلم شيخ حسن عضو اللجنة السياسية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا – يكيتي –