كوردستريت – روج أوسي
.
في حوار حصري لشبكة كوردستريت الإخبارية مع المسؤول الاداري لمكتب السياسي ل ب د ك س ” محمد إسماعيل تحدث لمراسلة الشبكة حول عدة نقاط تتعلق بحرق مكاتب المجلس الوطني من قبل الملثمين، وأحداث قامشلو، ومقاطعة المعارضة لمفاوضات جنيف، ودور المجلس الوطني ومواضيع أخرى تتعلق بالوضع الكوردي بشكل عام.
.
وفي البداية تحدث ” إسماعيل” حول ما جرى في قامشلو حيث أوضح أن ما حدث كان مفجعاً، وأنها ضاهت خلال ثلاثة أيام عن خمس سنوات من الضيقة والأزمة السورية التي كان يعيشها السوريين وخاصة في مدينة قامشلو حيث تصعيد إطلاق الرصاص من كل حدب وصوب من قبل المجموعات المسلحة من أجهزة النظام وما يسمى بالدفاع الوطني والسوتورو والمسلحين التابعين للـ “ب ي د”، مشيراً أن كل منهم كان يسعى إلى دائرة نفوذه على حساب أمن وسلامة المواطنين وسلامة المدينة دون الاكتراث لحياة الناس، حيث أدى إلى قتل الأبرياء بالطلقات والقذائف العشوائية من قبل النظام الذي يسعى إلى إعادة سلطاته الدكتاتورية وانقطاع الخدمات العامة وإغلاق الأسواق، وكان سيبشر بموجات هجرة كثيفة وتكون كارثة بالنسبة لسكان قامشلو، مضيفاً أنه في الحقيقة كان الوضع مأساوي جداً وأن الكل كان يسعى لتنفيذ أجندات ضد مصلحة الشعب ودون الاكتراث بحياة وسلامة وأمن الشعب.
.
وحول وجهة نظرهم في مقاطعة المعارضة لمفاوضات جنيف أوضح السياسي الكوردي لشبكة كوردستريت أن المعارضة الوطنية السورية خلال مفاوضات جنيف قررت تعليق الجلسات بسبب التمادي في خرق الهدنة التي كانت موقعة بين الأطراف من أجل إنجاز الملف الإنساني ودخول المواد الإغاثية إلى المناطق المحاصرة وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين وبالأخص النساء، مشيراً إلى أن الملف الإنساني تراجع تنفيذه من قبل النظام، وأن المعارضة كانت تنظر إلى الانتقال للنقطة الأخرى بعد الملف الإنساني وهي مسألة المرحلة الانتقالية وتشكيل حكومة انتقالية لكن النظام تراجع عن الملف الإنساني وتتأججت الأوضاع أكثر وبالتالي المعارضة حاولت فرض العودة بالمفاوضات إلى المسار الصحيح وفق الإقرار الأممي (2-2-5) لذلك قررت المعارضة تعليق المفاوضات لحين الالتزام بالقرار الأممي، ولأن الدول الكبرى وراعي الاتفاقيات يحاولون جاهدين من أجل وضع المفاوضات على المسار الصحيح وتهدئة الأوضاع من خلال الالتزام بالهدنة الموقعة.
.
وعن سبب حرق مكاتب المجلس الوطني من قبل الملثمين أكد المعارض الكوردي أن حرق مكاتب المجلس ومكاتب الحزب من قبل الملثمين الذين يعرفوهم أبناء الشعب هو انتقام سياسي، وبالتالي نتيجة فشلهم في السيطرة على المجتمع الكوردي وتسويق نفسهم بين المجتمع الدولي في المفاوضات، وفشلهم في إداراتهم وكتعويض لفشلهم يحاولون الانتقام من المجلس الوطني على أساس أن المجلس يعرقل جهودهم، مشيراً إلى أن المجلس قوى سياسية منظمة لها تجربة نضالية على مدى 58عاماً من النضال الوطني المشرف من أجل حقوق الشعب الكوردي كاملة وخاصة في الأزمة السورية، وبالتالي يجب أن يتبين حقوق الشعب الكوردي في دستور سوريا المزعم، مضيفاً أنهم بحرق المكاتب ينتقمون من المجلس ومن الحزب الديمقراطي كحامل للمشروع القومي الكوردي والمعبّر الرئيسي عن إرادة الشعب الكوردي في مفاوضات جنيف.
.
وفيما يتعلق بدور المجلس الوطني حالياً أوضح” المسؤول الاداري لمكتب السياسي ل ب د ك س “أن المجلس مستمر في النضال من أجل تحقيق الحقوق القومية المشروعة في كوردستان سوريا وطرح رأيه ورؤيته السياسية لكافة الأطراف سواء النظام أو المعارضة أو كافة الأطراف الدولية، والمطالبة بسوريا ديمقراطية اتحادية ذات نظام برلماني ديمقراطي تعددي لكل السوريين، تحترم إرادة الشعب الكوردي وخصوصيته القومية وفق العهود والمواثيق الدولية.
.
وعن رغبتهم في الانسحاب من المفاوضات أشار السياسي الكوردي أن ليس لديهم الرغبة بالانسحاب لأنهم يرون أن الحل السياسي هو أفضل حل للأزمة السورية وأنهم ينادون بالحل السياسي للأزمة، وأن المفاوضات هي السبيل والكفيل الوحيد للخلاص من الاستبداد والعنف والدمار والقتل، وبالتالي عودة البلاد إلى الحياة الآمنة المستقرة وبالتالي إلى النظام الديمقراطي البرلماني الذي يؤمن حقوق كافة المكونات بما فيها الشعب الكوردي الذي يتطلع إلى سوريا جديدة.
.
وحول تقييمه للوضع السوري بشكل عام بعد الانسحاب من مفاوضات جنيف أكد المعارض الكوردي لشبكة كوردستريت أن الوضع السوري لم يتدهور نتيجة انسحاب المعارضة من المفاوضات بل نتيجة تصعيد النظام للعمل العسكري أو خرقه لاتفاقية الهدنة الموقعة بإشراف دولي، وأنه بذلك اتجهت البلاد إلى مناح وتوجهات خطيرة جداً مثل ما تشهده مدينة حلب وكذلك بعض المناطق من قتل ودمار، مضيفاً أن ذلك دفع بالمجتمع الدولي للتحرك السريع في هذا المجال للملمة الوضع، وأن ذلك هو سبب تأزيم الأوضاع وليس تجميد المعارضة أو تعليق المفاوضات، وأن المعارضة هي قوى سياسية تؤمن بالحل السياسي للأزمة السورية، والانتقال مع وفد النظام إلى مرحلة انتقالية وتثبيت دستور انتقالي لإدارة هذه المرحلة.
.
ورداً على سؤال مراسلة الشبكة فيما إذا كان لأحداث قامشلو تأثير عليهم في الدعوة إلى توحيد الصف الكوردي أوضح السياسي الكوردي أن ذلك ما يطلبونه دوماً، وأن قلبهم وصدرهم مفتوح للاتفاق الكوردي الكوردي، وأنهم يطالبون دائماً بتوحيد الصف والموقف الكوردي الذي يعتبره السلاح الوحيد والقوة الأساسية والضمانة الحقيقية لتحقيق حقوق الشعب بعد كل هذا النضال والتضحيات الجسام التي قدمها أبناء الشعب في كوردستان سوريا خلال عقود من الزمن من أجل حقوقه.
.
واختتم المسؤول الاداري لمكتب السياسي ل ب د ك س محمد إسماعيل حديثه لكوردستريت قائلاً إن وحدة الصف الكوردي هو العامل الهام والمساهم في تحقيق حقوق الشعب، لكن مع الأسف الشديد حركة المجتمع الديمقراطي تتهرب من استحقاقات وحدة الصف الكوردي وبالتالي تنفرد في عملها، مشيراً إلى أن هذا الانفراد لا يخدم القضية الكوردية ولا هذه المرحلة، داعياً إياهم إلى مراجعة حساباتهم والعودة إلى الالتزام بتحقيق وحدة الصف الكوردي والالتزام بالاتفاقات التي كانت سائدة.