لقد كشفت الثورة السورية بما لايقبل الجدل بأن الحكم الشمولي للايديولوجيا القومية الزائفة لمدة عقود سقط امام تجربة كشف الثورة للواقع وبأننا في حقيقتنا مجتمعات ماقبل مدنية وماقبل حداثية نحن لانزال مجرد طوائف وعرقيات واثنيات وقبائل وعشائر اجبرت على العيش تحت نير القمع والاستبداد قسرا فهل هذا الموضوع يتعلق بنا كشعوب ام يتعلق بممارسات الانظمة ؟ هل يمكن ان يتم حكم مجتمع تعددي كالمجتمع السوري دون الاقرار بالتعدد والتنوع ودون الانزلاق الى تجربة استبدادية جديدة؟هل الثورة فتحت الباب أمام الصراع السياسي أم الصراع الاهلي ام كلاهما معا؟ ماهو دور المعارضة السورية في انتاج مشروع وطني ديمقراطي في ظل اصرار التيار الاسلامي على الاستئثار بأهم المفاصل الرئيسة في الثورة وبالتالي التسبب بالقلق لدى اطياف مجتمعية اخرى واصرار النظام او المتبقي منه الى دفع الامور باتجاه حرب اهلية على اسس طائفية وربما عرقية لاحقا ؟ لماذا تبدو المعارضة السورية محدودة الطاقات والكفاءات وفاشلة اداريا ؟ ماهو المطلوب منا كسوريين كي لانعيد انتاج الاستبداد مرة اخرى وبان ننتقل من استبداد الاقلية الى استبداد الاغلبية وان نستبدل قيدا باخر علما بان العديد من ثورات العالم انتجت انظمة قمعية استبدادية كما في روسيا وايران والصين وغيرهما ؟ الثورة السورية الى اين بعد السقوط الحتمي للنظام ؟