تركيا بقيت وحيدة ..

آراء وقضايا 22 فبراير 2016 0
تركيا بقيت وحيدة ..
+ = -

بقلم: أديب سيف الدين

لا أستبعد بوجود اتفاق مبطن بين تركيا وروسيا لأن الحرب في سوريا  فاقت كل التوقعات والتكهنات .. فالتناقضات والاتهامات والتوتر البادي ما هو إلا تضليل وخداع .. فسخونة التصريحات المعلنة بينهم والتي توحي بإعلان حرب وشيكة ليس إلا للاستهلاك المحلي,

.

تركيا تقصف عفرين وأخواتها، وروسيا تقصف سوريا وأكبادها, فالاختلاف في سياستهم لاتفسد مصالحهم وهو بمثابة القاسم المشترك الذي يجمعهم, تركيا مصلحتها في تدمير الشعب الكوردي في كوردستان  سوريا المتمسك بقوميته إلى درجة يرخص لها الروح ومتأثر بالتجربة الكوردستانية في إقليم كوردستان العراق ومدرك لحقيقة الأوضاع الإقليمية والدولية المساعدة لإقامة دولته الكوردية.

.

وهذا ما يميزه عن الشعب الكوردي في كوردستان تركيا وهو في نشوة السبات الأبدي, تركيا تدرك أن تقسيم سوريا مسألة وقتْ, وهي ترى ما تنوي إليها روسيا في الساحل  السوري, لذلك هي تريد أن تجعل المناطق السنية بعد التقسيم ملحقاً لولياتها العثمانية عن طريق حلفائها المتشددين من الإخوان المسلمين   والعلمانيين العنصريين الذين ضوجونا بتصريحاتهم العدائية للشعب الكوردي ليل ونهار.؟

.

الحل العسكري وهمٌ لنْ يجد له مكان في الحرب الدائرة في سوريا, والتدخل العسكري البري السعودي والتركي لا يمكن أنْ يتمْ  لأنهم لن يغامروا ولن يتجرؤوا ولن يسمح لهم من الراعيين في استمرار الحرب, واللعبة أصبحت أكبر منهم، التي تدار من قبل أمريكا والتي أدارت ظهرها للسوريين..؟

.

كان سيكون أهون ومقبول ومردود, لو تم هذا التدخل الثنائي في بدايات الحرب الهوجاء .. قبل أن يصل العدد 400 ألف قتيل و12 مليون مهاجر داخلياً وخارجياً..إلا إذا وافقت أمريكا وهذا مستحيل، لأن دورها كان سلبياً, وإلا لما وصل الوضع إلى هذا الهول والدمار المرعب الذي نراه..

.

المواجهة بين  تركيا وروسيا مستبعدة جداً بل مستحيلة.. فلا أظن إن غباء أردوغان وصل إلى حد المغامرة  بطموحاته الأبدية بتحويل النظام البرلماني إلى نظام رئاسي وعثماني .. وبسبب الفرق والتفاوت العسكري والسلاح بينهم ..وخاصة روسيا غير المتضررة من الحرب لأتها مدفوعة الثمن والتكاليف من قبل إيران, ومباركة من أمريكا.

.

باعتقادي أن حلف الناتو لن يقف مع تركيا لأن أهداف تركيا أصبحت مكشوفة ومجنونة لتدمير القضية الكوردية في الداخل والمضي في ترسيخ استبداده في القرارات التي يتخذها, فهذه النوايا المبيتة تختلف كلياً عن أهداف الحلف الذي يدعم الديمقراطية (حسب ميثاقهم) ولن تورط نفسها في حرب يقتل ويدفن فيها دماء من غير دمائها.

.

طلبات تركيا من التحالف الدولي وعلى رأسها أمريكا قوبلت بالرفض كالمنطقة الآمنة في الداخل السوري وعدم تلبية دعوتها بوضع  قوات حماية الشعب الكوردية في قائمة الإرهاب .. تركيا جنتْ على نفسها بعلاقاتها مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ومازالت غامضة ومترددة في مواقفها, تقول بإنها مع الإستراتيجية السياسية الغربية لكنها عملياً ضد هذه  الإستراتيجية وإلا لِما هددتْ أوروبا بفتح أبواب الهجرة المليونية منها وإليها..؟

آخر التحديثات