تقول الكاتبة بوني كريستيان إنه رغم الأضرار البالغة التي ألحقها فيروس كورونا بحياة مليارات البشر وباقتصادات دول العالم، فإنه لم يزعزع حالة العداء بين الولايات المتحدة وإيران.
وتضيف الكاتبة في مقال لها نشرته مجلة تايم الأميركية إن الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة منعت صندوق النقد الدولي من تقديم قرض إلى إيران، وإن السفن الإيرانية انتهجت سلوكا عدوانيا في مياه الخليج، كما واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إطلاق التغريدات التي تهاجم النظام الإيراني. وهذا ما يطرح ثلاثة سيناريوهات منتظرة لمستقبل العلاقات بين البلدين، من وجهة نظر الكاتبة.
السيناريو الأول
وهو أن تسعى الولايات المتحدة إلى تغيير النظام الإيراني، وهو سيناريو سبق أن طرحه الباحثان إريك إيدلمان وراي تقية في مقال نشرته لهما مجلة فورين أفيرز الأميركية.
السيناريو الثاني
وهو الحفاظ على الوضع الراهن إلى أجل غير مسمى، مع استمرار ممارسة أقصى الضغوط في خضم المناوشات مع القوات الموالية لإيران في العراق وسوريا وأماكن أخرى. وفي هذا السياق، أعلنت إدارة ترامب مؤخرا إنشاء منظومة دفاع جوي جديدة في العراق ردا على الهجوم الذي شنته طهران بالصواريخ البالستية في يناير/كانون الثاني الماضي.
السيناريو الثالث
وأما السيناريو الثالث في اعتماد الحلول الدبلوماسية والسعي نحو السلام، والتركيز على محادثات يقدم فيها الطرفان تنازلات ذات مغزى.
واعتبرت الكاتبة أن مقال إريك إيدلمان وراي تقية كشف الكثير مما لا يجرؤ على قوله كثير من صقور الإدارة الأميركية المعادين لإيران. إذ إن صور المعارك في العراق تكشف بوضوح أن الولايات المتحدة غرقت في مستنقع صنعته بأيديها.
وأضافت الكاتبة أن ما ستواجهه الولايات المتحدة إذا أقدمت على غزو إيران، سيكون أسوأ مما حصل لها في العراق على كل الأصعدة.
وأشارت الكاتبة إلى أن مقال مجلة ” فورين أفيرز” لا يتبنى فكرة الغزو، لكنه يطرح فكرة تغيير النظام من خلال القيام “بكل ما هو ممكن لإضعاف الحكومة ودعم أولئك الذين يعارضونها داخل إيران”، بما في ذلك دعم بعض العمليات السرية في الداخل الإيراني، وزيادة الضغوط.
وأكدت الكاتبة أن عدم وجود خطة علنية لغزو إيران لا يعني أنه خيار غير مطروح، فعلى مدى السنوات الماضية لم ينجح الضغط الذي مارسته الولايات المتحدة إلا في دفع طهران إلى إثارة الفوضى في المنطقة، في محاولة يائسة لتثبت عدم رضوخها للضغوط.
وتضيف أن هذا الأمر أدى إلى وضع القوات الأميركية في قلب الخطر. وفي حال كان هناك خطة للغزو أو لم تكن، فإن الخيارين الأول والثاني يضعان الولايات المتحدة وإيران على حافة حرب مفتوحة.
واعتبرت الكاتبة أن السبيل الوحيد لتجنب الحرب هو السعي نحو تحقيق السلام. وهذا يتطلب الاعتراف بأن سياسة العقوبات وممارسة أقصى الضغوط فشلت في جر إيران إلى الاستجابة للمطالب الأميركية، كما أججت مشاعر الجماهير الإيرانية ضد الولايات المتحدة، خاصة في ظل أزمة كورونا.
وترى الكاتبة أن كل هذا يتطلب إعادة تقييم أولويات السياسة الخارجية الأميركية بعد ما يقرب عقدين من الصراع في المنطقة، الذي خسرت فيه الولايات المتحدة أكثر مما ربحت.