كوردستريت|| وكالات
.
عشعش الداءُ و عمّ البلاء و سُحقت البلاد و محقت العباد و ما زلنا نناقش ………المصطلح .
حلّ الخراب بمكا و عكا و من بعدهما بالبصرة و مالطا و عفرين ، و ما زال في أوجه الصراع على ………..المصطلح
ضاقت الأقوام بالأرض و عيشها و بات المريخ منها على مرمى حجر ، و عصية عن الحلّ لا زالت معضلة …………المصطلح .
و رغم ذلك كلّه .. أظنّكم متفائلون مثلي بأننا قبل النفخ في الصور و يوم حشر من في القبور حتماً سنتفق يوماًعلى …..….المصطلح .
.
أجل إنّه المصطلح و إنها المصطلحات يا سادة و ما أدراكم .
أحدهم يقول للآخر ..أتريدني أن أفسد عظمتي و تاريخ نضالي و بطولاتي بقبول هكذا مصطلح ، !!!! خسئت و بالإسهال و الإمساك معاً بُليت .
و آخرٌ يقول لآخر …إما أنا و إمّا ( في) في جملةٍ كهذه ، و ما إصراركم عليها إلا لمؤامرة و رجس من عمل الشيطان لن تنطلي على جهبذ مثلي …فمما تشكو (بٍ ) أجيبوني .
إنها حالنا و إحدى أسرار شقاءنا للأسف يا قومي .
منذ يومين لا أكثر إختلفت طائفة من الناس و انقسمت على مصطلح و باتوا طائفتين هزيلتين ، و قبلها بأيام كثيرة اختلفت طائفةٌ اخرى على مصطلح آخر و ليتهم انقسموا طائفتين بل تبرعوا بالفكرة و قضيتها و كائناتها إلى الريح .
.
و ألا يا ليته دستورٌ أو كتابٌ بالوحي منزّل و بالدقّة جدير ، أو للمصطلح في المناسبة شأنٌ و قيمةً و إعتبار و تأثير ، و إنما بها أو بدونها الغاية و الفائدة تتحقق و تصير .
و لكننا نأبى إلاّ أن نكشف حمقنا و جهلنا و غباءنا الوفير ، ظنّا بأننا قاب قوسين أو أدنى من الألوهية في التعبير .
تماماً كالرجل الذي ضاعت لحيته بين حانا و مانا ، ضاعت قضيتنا و حقوقنا بين المصطلحات أيضاً يا سادة ، حانا الشابة التي كانت تنزع الشعر الأبيض من لحية زوجها بداعي أنه مازال شابا في مقتبل العمر ، و مانا المسنّة التي كانت تنزع الشعر الأسود بداعي أنه جليل القدر لا يليق به الشعر الاسود ، الى أن باتت اللحية في خبر كان .
.
و كذلك حالنا و القضية التي زادتنا المصطلحات و مثلها من الترّهات و السخافات فرقةّ و خلافا و تبعثراً و شقاقا . دون أدنى إحساس بالواجب و المسؤولية إزاء الواقع و مقتضياته .
أرجو أن أكون قد وُفّقت في انتقاء المصطلحات . فمصير الأمة على شفا حفرةٍ بما أسلفت .
المحامي عماد الدين شيخ حسن
دمتم في حفظه و رعايته
١٥/١٢/٢٠١٨