بعد التفاهم الأمريكي مع كوريا الشمالية.. هل سترفع الأخيرة الحظر عن الجينز الامريكي ؟
كوردستريت نيوز:
تعتبر القمة التاريخية التي جمعت الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والكوري الشمالي كيم جونغ أون الأولى من نوعها وباباً لكسر عزلة كوريا الشمالية، عزلة مزدوجة: بعضها سببها خارجي وبعضها الآخر سببها داخلي، كالحظر الذي تفرضه السلطات المحلية على الجينز باعتباره سلعة “إمبريالية أمريكية”!
قد يبدو ذلك غريباً، لكنه بالفعل ما هو عليه الحال في كوريا الشمالية، إذ تمنع القوانين أي مظاهر تشير إلى الولايات المتحدة من قريب أو من بعيد، ولولا المجاعة التي اجتاحت البلاد في تسعينيات القرن الماضي لما تم السماح بإدخال “السندويش”، ولكن دخول ذلك المنتج لم يكن بتلك السهولة.
حيث توّلت وسائل الإعلام الحكومية (لا يوجد وسائل إعلام خاصة) في كوريا الشمالية مهمة تهيئة البلاد لدخول “السندويش”، إذ تم تصويره كاختراع من بنات أفكار الرئيس الكوري الشمالي السابق “كيم جونغ إيل”، والد الرئيس الحالي كيم جونغ أون. وإدخال “السندويش” لم يكن قصة طريفة بأي حالٍ من الأحوال، إذ عانت البلاد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي من أزمة اقتصادية كبيرة دفعت الرئيس السابق إلى مد جسور التواصل مع كوريا الجنوبية وطلب مساعدة دولية لتجاوز المجاعة.
من ناحية تاريخية، يبدو دخول النمط الغربي عموماً والأمريكي خصوصاً إلى بلد اشتراكي صعب أن يتم بشكل فجائي، إذ احتاج الاتحاد السوفيتي -على سبيل المثال- مشاورات على مستوى الرؤساء من أجل السماح بإقامة معرض للمنتجات الأمريكية في موسكو وذلك في ثمانينيات القرن الماضي، وكان ذلك المعرض الباب الذي أدى لدخول المشروبات الغازية (بشكل خاص بيبسي وكوكاكولا) إلى السوق السوفيتية، وحتى اليوم ما زالت روسيا السوق الأكبر لكوكاكولا خارج الولايات المتحدة.
وبشكل عام فإن توقيع بيان مشترك بين الرئيسين الكوري الشمالي كيم جونغ أون والأمريكي دونالد ترامب، وحتى إن تضمن تفاهمات حول طريق نحو السلام، لا يعني التوقيع على اتفاقية سلام بشكل كامل، وبالتالي فإن الطريق ما زال في أوله -على ما يبدو- قبل رفع “الحظر عن الجينز في كوريا الشمالية”!