
كوردستريت || متابعات
.
قطع بشار الأسد الطريق أمام أي مباحثات مع الإدارة الذاتية”قسد” لشمال شرق سوريا , نافياً أن يكون شيء اسمه “القضية الكردية” في سوريا , وأن هناك بعض الأكراد تعرضوا للظلم والاضهاد على يد الحكومة التركية ولجأوا إلى سوريا وتم منحهم الجنسية السورية.
و قال الأسد في تصريحات صحفية له و التي اطلعت كوردستريت عليها, نحن نتواصل مع “المجموعات” الكردية السياسية الموجودة في المنطقة الشمالية من سورية، ولكن المشكلة هي أن بعض هذه المجموعات، وليس كلها، تعمل تحت السلطة الأمريكية” بحسب تعبيره.
وأوضح: “كنا دائماً إيجابيين تجاه الموضوع الكردي لكن المشكلة هي مع المجموعات التي بدأت تطرح طروحات انفصالية منذ عدة عقود”.
وأضاف الأسد بأنه من الناحية العسكرية، الأولوية الآن لإدلب، لذلك ترى أن أردوغان زج بكل قوته، وطبعاً بتوجيه من الأمريكيين، لا شك بذلك، لأن تحرير إدلب يعني أن نتوجه لتحرير المناطق الشرقية.
متابعاً قوله وأنا قلت في أكثر من مرة إن إدلب من الناحية العسكرية بالنسبة لهم هي مخفر متقدم، لذلك هم وضعوا كل قوتهم لإعاقة التحرير في إدلب لكي لا نتوجه شرقاً.
و بحسب قوله، إن لم نكن قد بدأنا حرباً في المنطقة الشرقية فنحن نتواصل مع المواطنين، وهناك استياء كبير وغضب من قبلهم تجاه الاحتلال الأمريكي، وهذا طبيعي، وتجاه المجموعات التي تعمل لصالح الأمريكيين.
و أردف قائلًا ”أعتقد أن هذا الغضب سيتصاعد تدريجياً، وستبدأ هناك عمليات مقاومة ضد المحتلين. ومن واجب الدولة الوطني والدستوري، أن تدعم أي عمل يتم ضد أي قوة محتلة. وأعتقد مع الوقت عندما لا يكون لديهم جمهور يقف معهم، أي مع الأمريكيين، وإنما جمهور يقف ضد الاحتلال الأمريكي، لن تكون هناك إمكانية للبقاء.. لا من أجل النفط، ولا من أجل دعم الإرهابيين كـ “داعش” و”النصرة”، ولا لأي سبب آخر. والشيء نفسه طبعاً لا ننسى التركي الذي يحتل القسم الشمالي من الأراضي السورية، إن لم يخرج بالتفاوض السياسي، فلا بد أن يخرج بالقوة. هذا ما سنقوم به. هذا هو الواجب الوطني أيضاً بالنسبة لنا كسوريين.”
و فيما يخص المفاوضات مع الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا قال الأسد :” نحن نتواصل مع المجموعات الكوردية السياسية الموجودة في المنطقة الشمالية من سورية، ولكن المشكلة هي أن بعض هذه المجموعات، وليس كلها، تعمل تحت السلطة الأمريكية. نحن لا نقول الأكراد، لأن الجزء الكبير من الأكراد هم من المجموعات أو العشائر الوطنية السورية الذين وقفوا مع الدولة، ولكن هذه المجموعات ليس لها صوت. من يسيطر على المنطقة هم مجموعات صغيرة تعمل مع الأمريكيين , على حد تعبيره.”
وأنكر الأسد وجود قضية كردية في سوريا بالقول :”بالنسبة لما يسمونه أحياناً “القضية الكردية”، لا يوجد شيء اسمه القضية الكردية في سورية، لسبب بسيط.. هناك أكراد يعيشون في سورية تاريخياً، ولكن تلك المجموعات التي قدمت إلى الشمال أتت خلال القرن الماضي فقط بسبب القمع التركي لها واستضفناهم في سورية، وأتى الأكراد والأرمن ومجموعات مختلفة إلى سورية.. ولم تكن هناك مشكلة. لا توجد مشكلة سورية – أرمنية مثلاً، وهناك تنوع كبير في سورية.. لا توجد لدينا مشكلة معهم، فلماذا تكون المشكلة مع الأكراد؟! المشكلة هي مع المجموعات التي بدأت تطرح طروحات انفصالية منذ عدة عقود.. بشكل أساسي في بداية الثمانينات. ولكن عندما قامت الدولة التركية في مراحل مختلفة بقمع وقتل الأكراد في تركيا، نحن وقفنا معهم، لم نقف ضد قضيتهم إذا كانوا يسمونها قضية.”
مشيراً :”في سوريا أخذوا جنسية. وهم لم يكونوا سوريين بالأساس. فإذاً كنا دائماً إيجابيين تجاه الموضوع الكردي. إذاً ما تسمى “القضية الكوردية” هي عبارة عن عنوان غير صحيح، عبارة عن عنوان وهمي كاذب.”
ولفت إلى أن المشكلة في الوقت الراهن هي التعامل مع الأمريكي. الأمريكي محتل.. احتل أراضينا، والأمريكي لص يسرق النفط السوري. لا يمكن أن تكون في الوسط بين من يحمي القانون وبين من يخالف القانون. لا يمكن أن تكون مع الشرطي بالوقت نفسه مع اللص.. إما أن تكون مع الشرطي أو مع اللص. هذا كلام مستحيل. فلا يمكن أن نصل لنتائج في أي حوار معهم لو التقينا آلاف المرات، إلا عندما يحددون موقفاً واضحاً، وهو موقف وطني، أن تكون ضد الأمريكي، ضد الاحتلال وضد التركي لأنك أيضاً ضد الاحتلال.. التركي محتل والأمريكي محتل. هذا هو مطلبنا بكل بساطة، هو موقف وطني، لا يوجد لدينا شيء خاص نحن كحكومة مسؤولة عن الدستور وعن مصالحنا الوطنية، وكل الشعب السوري لا يقبل منهم إلا أن يكونوا ضد الاحتلال. أي شيء آخر، إذا كانت لديك مطالب أخرى، فكل الشعب السوري لديه مطالب مختلفة.. كيف نصل إلى نتيجة؟ نتحاور، وعندما نتحاور نحدد هل نغيّر الدستور؟ هل نغيّر القانون؟ هل نغيّر أي إجراءات أخرى؟ هذا ممكن.. هذا حوار سوري – سوري.. ولكن الحكومة في سورية لا تملك الدستور. الشعب هو الذي يملك الدستور، وهو الذي يغيّر الدستور, على حد وصفه.
وأشار الأسد بشأن احتمالية مشاركة قوات سوريا الديمقراطية في عملية استعادة إدلب من تركيا :”بالعكس هذا سؤال منطقي، ولكن هذه المجموعات الكردية التي تقول بأنها ضد الاحتلال التركي، وتصدر البيانات بأنها ستقاتله، عندما دخل التركي لم تطلق طلقة واحدة، لماذا؟ لأن الأميركي هو من حدد أين يدخل التركي.. ما هي حدود المنطقة التي يصل إليها.. وأين تخرج هذه المجموعات. فهل نتفق على البيانات أم نتفق على الأفعال؟ نحن نريد أن نتفق على الأفعال. بالبيانات هم قالوا إنهم ضد التركي، ولكنهم الآن لا يقومون بأي شيء ضده على الإطلاق. هم حياديون، هم يسايرون الأمريكي والتركي، نحن فقط كحكومة سورية وباقي شرائح الشعب السوري هي من تقاتل التركي وتخسر شهداء في كل يوم. أما عدا عن ذلك أنا متفق معك.. لو قالوا نحن سنتفق معكم ضد التركي سأقول لهم نحن جاهزون، أرسلوا لنا مقاتلين لنبدأ القتال سويةً وندافع عن أرضنا.”