كوردستريت|| مزكين ابراهيم
.
أعلن البرلمان العراقي أمس الأربعاء 3 تشرين الأول انتهاء انتخاباته البرلمانية والرئاسية ،بانتخاب محمد الحلبوسي رئيساً للبرلمان إضافةً لنائبيه ، كما وانتخب حميد عبدالمهدي رئيساً للوزراء ، وبرهم صالح العضو في الاتحاد الوطني الكردستاني رئيساً للجمهورية العراقية ، الأمر الذي دعا البارزاني إلى مطالبة مرشحه فؤاد حسين الانسحاب، وتزامن ذلك مع فتح إقليم كردستان باب التصويت لبرلمان كردستان والذي بدأ في 30 أيلول .
.
ووسط حالةٍ من التوتر والاستياء التي سادت الأوساط الكردستانية من نتائج الانتخابات الرئاسية والتي كان من المفترض أن تكون بالتوافق بين أكبر كتلتين كورديتين ”الديمقراطي الكردستاني والوطني الكردستاني ” ، قامت شبكة كوردستريت الأخبارية باستطلاعٍ للرأي لنخية من السياسيين والكتّاب حول مجريات الانتخابات ، إذ قال الكاتب والسياسي الكردي صبري رسول إنّ « كل المعطيات السياسية المتوالدة حتى الآن عن انتخاب (العضو القيادي السابق في الاتحاد الوطني الكردستاني) برهم صالح تؤكّد أنّ لإيران اليد الطويلة في مجريات ما حدث.
.
وتابع حديثه في الصدد ذاته « كانت الكتلة الكردستانية، وفق ما حصل سابقاً، هي التي تحدّد مرشحها إلى رئاسة جمهورية العراق الاتحادية، وهذا ما اُتّبع في انتخاب السيدين جلال الطالباني وفؤاد معصوم. وأصبح ذلك «عُرفاً سياسياً» تتفق عليه الكتل الكردية، مشيراً أنه من المتعارف أنّ منصب رئاسة الجمهورية من حصة الكتلة الكردستانية.
مستدركاً أنه وبالرغم منّ أنّه منصب بروتوكولي بحتّ، إلا أنّ ذلك يُعدُّ استحقاقاً سياسياً في إطار بنية النظام السياسي العراقي المرسوم في الدستور عام 2005م. فرئاسة العراق لا يملك أي صلاحيات تنفيذية في مسيرة الحكم، ومهامه مقلّصة جداً،
رغم كلّ ذلك احتدم صراعٌ سياسيّ على هذا المنصب «الشّكلي» بين التيارات السياسية الكردية.
.
مضيفاً إلى ذلك « فطرح السيد برهم صالح نفسه مرشّحاً لهذا المنصب من خلال عودته إلى جسم الاتحاد الوطني الكردستاني الذي تبناه مرشحا له، وهو الذي تخلّى عنه ساعة «شحّ خزينة الحزب» كما صرّح به بعض قياداته.
ومضى بالقول « ما جرى من مباحثات ولقاءات ومشاورات داخل الكتلة الكردستانية لم يُفضِ إلى حسم المسألة، فلم تتوصّل أطرافها إلى مرشحٍ واحد لتقديمه إلى البرلمان العراقي. فكان هناك مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي اكتسح الساحة وحصد حصة الأسد من البرلمان الكردستاني، وطالب بإيجاد توافقٍ على مرشحٍ واحد، لكن كان هناك قرارٌ خفيّ آخر وتفاهمٌ مطلق بين الكتل العراقية على خارطة منهجية واحدة رسمها «المندوب السامي الإيراني» وتتضمن:
.
1- استبعاد مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني الدكتور فؤاد حسين، لمحاصرة نفوذ الحزب بزعامة السيد مسعود البارزاني المتطلع إلى استقلال الإقليم.
2- انتخاب شخصية سياسية أقرب إلى إيران منها إلى الطموح الكردي، ويكون نافذة إيران الرسمية لتسيير أمور الدولة، وتقليص النفوذ الكردي ومحاصرته.
3- إرضاء الكتل الشيعية التي يسيّرُها قاسم السليماني واطمئنان السّنة بأنّ إقليم كردستان لن ينفصل من العراق.
.
وأوضح السياسي الكردي أنّ الولايات المتحدة الأميركية تساير سياسات إيران في العراق بعد احتلاله له وتقديمه على طبق من ذهب إلى ولاية الفقيه ولم يرفضْ بريت ماكفورك مبعوث الرئيس الأمريكي إلى العراق منذ 2015م المرشحَ الذي قدّمه «قائد فيلق القدس» السليماني، وقد ضغط الأخير على الديمقراطي الكردستاني للموافقة عليه، منوّهاً أنّ هذه النقاط كانت السّر وراء إجماع الكتل العراقية (عدا الديمقراطي الكردستاني) على التصويت لبرهم صالح.
.
أما عضو اللجنة المركزية في يكيتي الكوردي ”عبدالله كدو” فقد علّق على الموضوع قائلاً « إنّ منصب الرئاسة في العراق استحقاق كردستاني، و جرت العادة أن تتوافق القوى السياسية الكردستانية على تبوأ هذا المنصب، واصفاً مجريات الانتخابات الحالية بالأمر” الطارئ و الخطير ”، حيث لم يتم التوافق بين القوى السياسية الكردستانية أو كتلها البرلمانية حول شغل هذا المنصب ، و عليه فقد تم تهميش رأي أو إرادة ممثلي المكون الكردستاني ،
وأشار كدو إلى أنّ ذلك قد يفتح باباً على استقواء أطراف كردستانية بأطراف غير كردستانية باسم شراكة الإقليم مع المركز، مما ”يقوّض ”العملية السياسية التي تحدد التمثيل الكردستاني في الحكومة الاتحادية .
.
والسياسي الكوردي منال حسكو فقد ذهب إلى أبعد من ذلك إذ ابتدأ بطرح سؤالٍ مفاده « قد يتساءل الكثيرون ألم يتعظ الديمقراطي الكوردستاني والبارزاني من خيانات الأتحاد حتى يقع في نفس الخطأ؟!
ليجيب على تساؤله بالقول « من دون شك كان البارزاني يعلم مايدور في الغرف المغلقة بكواليس السفارة الإيرانية ببغداد ولكن بما أنه صاحب مشروع قومي ويطالب بالحقوق فلا بد وأن يكون مشاركاً مهماً كلّف الأمر ولأنّ السياسة لا تُبنى على النوايا بل تكون مجبراً لاختبار النوايا .
وأضاف « حسب الدستور العراقي والمحاصصات فإنّ منصب رئيس الجمهورية هو من نصيب الكورد وحسب الكتلة الأكبر أو بالتراضي بينهم ، أما البارزاني فأراد كشف الغطاء عن الجميع وذهب لترشيح المنتخب تحت قبّة البرلمان وبالذات تقصّد كشف ”زيف ” كتلة الثائرين والبناء ، حيث طلبت كتلة البناء بالتحديد من البارزاني تقديم مرشحه ووعدو بدعمه مقابل يقوم الرئيس بدعم مرشح كتلة البناء لتشكيل الحكومة العراقية ،
.
وعلى ذلك وبناءً على المصلحة الكوردستانية رفض البارزاني ذلك لكي لا يكون ملتزماً بأية التزامات قد تكون عثرة في المستقبل ،
فبدأت التكتلات بإيعاز إيراني وبما أنّ الاتحاد له سوابق ” 16 أكتوبر ” فكان الحلقة الأنسب لكي يتحالفوا معه وبذلك يأخذون منصب الرئاسة من مرشح الديمقراطي .
وأشار حسكو إلى أنّ ” برهم صالح ” لم يكن داخل صفوف الاتحاد ، وبالحرف رددها قيادات الاتحاد ( ملا بختيار ؛ سعدي پیره ، كوسرت رسول ) والجميع كانوا ضده وحتى وصل الأمر إلى التشكيك بنزاهته وماضيه وحصوله على المنحة الدراسية من حكومة العراق السابقة (البعث) .
هنا انتصرت إيران على ماكانت أميركا تصرّح به ضمنياً أو علناً بأنهم ضد النفوذ الإيراني وأصبح مرشحها رئيس العراق ، مبيناً أنّ
الاتحاد يعترف وبصراحة بأنهم سيدفعون الثمن على الساحة الكوردستانية وخاصة في الإقليم ، وهنا ترى هل الأهم هي بغداد أم هولير ؟! ومن كان كوردياً سيعلم أيهما الأهم .
.
وتابع السياسي الكوردي قائلاً « الخيانة والطعن مرة أخرى في بغداد لم تقل عن 16 أكتوبر 2017 بتسليم كركوك والمناطق الكوردية التي خارج سلطة الإقليم .
واختتم حسكو جملة الآراء بالسؤال « بما أن منصب رئيس الجمهورية شكلي !
لماذا اعتبرناها خيانة ؟
صحيح أنّ المنصب شكلي وليس بيده سلطة تنفيذية ولكن قانونياً الرئيس هو حامي للدستور ومن هنا أراد البارزاني أن يكون له هناك شخص يحرّك عجلة الدستور ليتم تطبيقه .
.
ويشار أنّ نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني كان قد صرّح اليوم خلال مؤتمر صحفي عقده بأنّ منصب رئيس الجمهورية لاقيمة له بالنسبة لهم كحزب ولو بقدر ضئيل ، إلا أنّ الأمر الذي كان ذا أهمية بالغة بالنسبة لهم هو الحفاظ على وحدة الصف الكوردي .