كورد ستريت /انقرة/بيروت (رويترز) – قال دبلوماسيون غربيون إن الولايات المتحدة تدرس اقامة منطقة حظر جوي في سوريا – في اول تدخل محتمل لها في الحرب المستمرة منذ عامين – وذلك بعد ان قال البيت الابيض ان سوريا تجاوزت “الخط الاحمر” باستخدامها غاز الأعصاب.
وبعد مداولات استمرت شهورا قالت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الخميس انها ستمد المعارضة المسلحة بالسلاح بعد ان حصلت على دليل على ان الحكومة السورية استخدمت الاسلحة الكيماوية ضد المقاتلين الذي يحاولون الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.
وقال دبلوماسيان غربيان كبيران ان واشنطن تدرس اقامة منطقة حظر طيران قريبة من حدود سوريا الجنوبية مع الاردن.
وقال دبلوماسي “واشنطن تدرس اقامة منطقة حظر طيران لمساعدة معارضي الاسد”.
وقد يتطلب اقامة منطقة حظر طيران ان تدمر الولايات المتحدة الدفاعات الجوية السورية التي اقامتها روسيا وهو ما يقحمها في الحرب بنفس الطريقة التي تدخل بها حلف شمال الاطلسي للمساعدة في الاطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي قبل عامين.
وتقول واشنطن انها لم تستبعد هذا الامر لكن القرار ليس “وشيكا”.
وقالت سوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة ومستشارة الامن القومي المقبلة “اوضحنا اننا لا نستبعد خيارات ولكن لم يتخذ قرار في هذه المرحلة.”
وقال بن رودس نائب مستشار الامن القومي الامريكي يوم الخميس “منطقة حظر الطيران ستحمل معها كلفة هائلة ولا نهائية بالنسبة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي. ومن الاعقد بكثير القيام بمثل هذا المجهود على سبيل المثال في سوريا عما كان عليه الامر في ليبيا.”
وقد تواجه اي خطوة من هذا القبيل بفيتو في مجلس الامن من جانب روسيا حليفة الاسد. ورفض الكرملين الدليل الذي جاءت به الولايات المتحدة على استخدام الاسد لغاز الاعصاب ضد معارضيه.
وقال يوري يوشاكوف كبير مستشاري الرئيس الروسي للشؤون الخارجية “سأقول صراحة ان ما قدمه الامريكيون لا يبدو مقنعا لنا.”
وحث سالم ادريس قائد الجيش السوري الحر الحلفاء الغربيين على تزويد قواته بصواريخ مضادة للطائرات واخرى مضادة للدبابات واقامة منطقة حظر طيران قائلا ان بامكان قواته هزيمة جيش الاسد في غضون ستة اشهر اذا سلحت بشكل جيد.
واردف قائلا لرويترز ان قواته تحتاج بشكل عاجل لاسلحة ثقيلة في مدينة حلب بشمال سوريا التي قال ان قوات الاسد تستعد لشن هجوم ضخم عليها.
وقالت فرنسا إن اقامة منطقة حظر طيران ستكون ضربا من المستحيل دون اذن من مجلس الامن الدولي وهو ما يجعل الامر مستبعدا في الوقت الراهن.
لكن واشنطن اتخذت سرا خطوات ستيسر نقل صواريخ باتريوت ارض جو وطائرات حربية واكثر من اربعة آلاف جندي إلى الاردن وهي رسميا ضمن مناورة سنوية خلال الاسبوع الاخير لكنها اوضحت ان هذه القوات والعتاد ستبقى في الاردن حتى بعد انتهاء المناورات العسكرية.
وقضت الدول الغربية العامين الاخيرين تطالب الاسد بالرحيل لكنها رفضت استخدام القوة كما فعلت في ليبيا بسبب خطورة محاربة دولة اقوى تقف على بركان من الانقسامات الطائفية في قلب منطقة الشرق الاوسط وتدعمها ايران وروسيا.
وقبل اشهر فقط كانت الدول الغربية تظن ان ايام الاسد باتت معدودة. لكن الزخم في ميدان المعركة تحول إلى صالحه مما جعل الامال في الاطاحة السريعة به وانهاء الحرب مستبعدة دون تدخل اجنبي.
وانضم الالاف من المقاتلين المدربين من حزب الله اللبناني الموالي لايران إلى الحرب في صفوف قوات الاسد خلال الاسابيع الماضية وساهموا قبل ايام في استعادة الحكومة السورية السيطرة على بلدة القصير الاستراتيجية.
وتقول حكومة الاسد ان قواتها تستعد الان لشن هجوم كبير على حلب اكبر المدن السورية التي تسيطر قوات المعارضة المسلحة على معظم انحائها منذ العام الماضي.
وقال نشطاء ان هجوما ضاريا على اجزاء من حلب وريفها بالقرب من الحدود التركية وقع خلال الليل مما اسفر عن بعض من اعنف الاشتباكات منذ اشهر.
وتعهد الامين العام لحزب الله حسن نصر الله بأن يواصل حزب الله دعمه العسكري للاسد وقال “حيث يجب ان نكون سنكون وما بدأنا بتحمل مسؤولياته سنواصل تحمل مسؤولياته ولا حاجة للتفصيل.”
واستنفر دخول حزب الله الشيعي الحرب إلى جوار الاسد نبرة الطائفية الخطيرة في انحاء المنطقة. ودعمت جماعة الاخوان المسلمين الحاكمة في مصر دعوة تزعمها رجال دين سنة للجهاد في سوريا.
ويمثل استخدام الاسلحة الكيماوية سببا مباشرا لواشنطن كي تتدخل. وقال رودس ان واشنطن تعتقد الان ان ما بين 100 و150 شخصا قتلوا جراء استخدام الحكومة الغاز السام في هجمات على المعارضة.
وقال “اوضح الرئيس ان استخدام الاسلحة الكيماوية او نقل الاسلحة الكيماوية لجماعات ارهابية خط احمر. لقد قال ان استخدام الاسلحة الكيماوية سيغير حساباته وقد كان.”
وتقول الحكومة السورية ان قوات المعارضة هي التي تستخدم الاسلحة الكيماوية ووصفت البيان الامريكي بأنه مليء بالاكاذيب.
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان ان البيت الابيض اعتمد على معلومات ملفقة حتى يحمل الحكومة السورية مسؤولية استخدام مثل هذه الاسلحة رغم سلسلة البيانات التي أكدت امتلاك “جماعات ارهابية في سوريا لاسلحة كيماوية”.
وسيؤدي تهديد واشنطن الضمني بدخول الحرب لاثارة صدام دبلوماسي مع موسكو التي استخدمت حقها في نقض قرارات مجلس الامن الدولي ثلاث مرات لاعاقة قرارات كان من الممكن ان تستخدم للتهديد باستخدام القوة ضد الاسد.
وصرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن تكثيف الدعم العسكري الامريكي لقوات المعارضة السورية ينطوي على خطر تصعيد العنف في منطقة الشرق الاوسط.
ويقول مسؤولون امريكيون ان اوباما سيحاول اقناع بوتين بالتخلي عن دعم روسيا للاسد عندما يجتمع الرئيسان في قمة مجموعة الدول الثماني في ايرلندا الشمالية هذا الاسبوع .
واحجمت القوى الغربية في الماضي عن تسليح المعارضة المسلحة السورية خوفا من القوة المتصاعدة للمتشددين السنة الذين اعلنوا الولاء لتنظيم القاعدة .
وقال البيت الابيض انه سيقدم الان “الدعم العسكري المباشر” للمعارضة السورية. وقال مسؤول امريكي طلب عدم الكشف عن هويته ان هذه المساعدات ستتضمن من الان اسلحة على خلاف المساعدات “غير القتالية” التي كانت واشنطن تقدمها في الماضي.
ويتلقى مقاتلو المعارضة السورية بالفعل اسلحة خفيفة من السعودية وقطر. وطلبت المعارضة المسلحة اسلحة اثقل من بينها الصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ المضادة للطائرات.
وابدى مقاتلون اسلاميون في سوريا تشككهم في الخطوة الامريكية وقال ابو بلال المقاتل المعارض السني من حمص لرويترز عبر سكايب “نعد امريكا عدوا ونرى انه من غير المحتمل بتاتا ان تعطي السلاح للمجاهدين.”
وقال بان جي مون الامين العام للامم المتحدة ان زيادة تدفق السلاح لأي جانب من طرفي الصراع “لن يكون مجديا”.