
سامية لاوند – خاص كوردستريت
26/ أكتوبر /2015
.
تبقى الزراعة هي المادة والعمل الأساسي لمعظم أهالي مدينة ديرك و قراها ، والتي يعيش معظمهم من العمل بها ولايكاد يخفى على أحد حالة الحرب التي طالت ، والتي قد تطول لسنوات عدة أخرى والتي تسببت في ارتفاع وغلاء أسعار كل شيء ومنها الزراعية وحتى الآلات التي تستخدم لزراعتها و حصادها .
.
وما يزيد قلقهم هذا العام أكثر من سابقتها هو ما الذي سيزرعونه ، ففي العام السابق تمت زراعة مادة ( الكزبرة ) ثم تلتها مادة ( القمح ) و(العدس )ولكن بنسبة قليلة جدا ، والنتيجة كانت عدم بيع المحصول لرخص سعره مثل الكزبرة في الوقت الذي كان لمادة القمح الفرصة الأكثر بيعا لقلة زراعته .
.
والخوف الأكثر كان من زراعة المواد الأخرى كالعدس والشعير والكمون والبقوليات هي عدم توافر الأيدي العاملة من جهة وارتفاع أسعار الحصادات والناقلات الزراعية من جهة أخرى ، لذلك لازم الخوف هؤلاء الفلاحين أمام ما يزرعونه في الأيام القليلة الباقية .
.
ولمعرفة ذلك كله كان لموقعنا (كوردستريت) جولة مع الفلاحين والمزارعين لمعرفة معاناتهم أكثر وسبب قلقهم على مادة عيشهم فختلفت التصاريح وكادت تتشابه حينا بينهم .
.
وعليه صرح لنا أحد الفلاحين ( أحمد محمد ) قائلا : ” إنني حقا لا أعلم إلى الساعة ماذا أزرع ففي العام الماضي خسرت الكثير بسبب زراعتي لمادة الكزبرة وعدم تواجد تجار لشرائها ، و أخاف من زرع مادة الحمص والبقوليات لعدم بقاء شباب وأيدي عاملة في هذا المجال “.
.
كما صرح لموقعنا أحد التجار ( خالد عبدالله ) قائلا :” لا نستطيع شراء أي مواد لأن الطرق باتت مغلقة من جهة ومن جهة أخرى ليس هناك عمال لنقل هذه المواد فقد كانت الهجرة شبحا طالت شبابنا ، ونحن نخاف أن تنهب من قطاع الطرق لعدم وجود الآمن الكافي في ظل هذه الأزمة “.
.
كما صرح أحد المزارعين قائلا :” الأسمدة و الكيماويات الضرورية للأراضي سعرها يفوق سعر ما نحصل عليه من نتاج أتعابنا في الزراعة ولا سيما سعر آلة الحصادة وآلة الزراعة و أيضا آلات النقل ، أصبحت الزراعة في خطر وأصبح المزارعون في حيرة من أمرهم أمام عملهم الوحيد “.
.
ويجدر بذكره أن الزراعة في العام الماضي قد أتلفت بسبب وجود الفئران و الديدان والحشرات الفاتكة بالزراعة في ظل غياب الأدوية والمواد الكيماوية التي كانت تنشر عليها في ظل الحكومة الغائبة الآن .