
كوردستريت || مقالات
.
مضمون الرسالة التي قمت بصياغتها و جرى تسليمها الى القنصلية التركية في كولن بألمانيا خلال الوقفة الاحتجاجية أمام مبناها بتاريخ ١٢/٤/٢٠١٩
الى رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية
ع/ط القنصلية التركية في كولن
بإسم البؤساء و المقهورين في عفرين نخاطبكم خطاب الخير والسلام ، نحن مجموعة كتلٍ و أفراد تنتمي الى كافة شرائح المجتمع في تلك البقعة الطيّبة .
الزمن كفيلٌ غالباً من خلال الأحدث و الوقائع بكشف و إظهار الغايات و النوايا مهما سعى المرء لإخفاءها و تمويهها .
.
و تركيا اليوم باتت للأسف لا تملك أدنى الحجج و الأعذار لتبرير ما يقع في عفرين من إجرامٍ و ظلمٍ و ممارساتٍ لا تمت للانسانية بصلة.
إعلموا يقيناً أيها الرئيس بأن أشدّ المتفائلين من أهل عفرين و من الكورد عموماً بنوايا تركيا و ارادة الخير لديها، باتواالآن محبطون يائسون من تبرير ما يحدث و مصدومون تجاهه .
و اعلموا بالمقابل أيضاً بأن تركيا خلقت أقوى المواقف والأعذار للمشككين و المنتقدين لها ليثبتوا من خلالها بأن إدعاء تركيا محاربة الارهاب و درء خطره عن أمنها القومي و عن العالم بأسره و ما إلى ذلك من أقاويل ، ليست كلها إلا شعاراتٍ واهية لا تخفي تركيا من ورائها سوى استهداف الكورد أينما كانوا كشعبٍ و حقوق هذا الشعب و وجوده .
.
و أيّا كانت غاياتكم من دخول عفرين ، فلا شكّ بأنه و كما تعلمون بوصف القانون الدولي و صكوكه و الأعراف و الاجتهادات مجتمعةً هو إحتلال ( م ٤٢ من لائحة لاهاي ١٩٠٧مثالاً ) و الوصف ذاك بموجب تلك المسلّمات ذاتها يفرض على تركيا جملة من الالتزامات تجاه الاقليم المحتل أي عفرين و سكانه (ما ورد منها في اتفاقية جنيف الرابعة ١٩٤٩ مثالا) ، فما مدى التزام تركيا بذلك ؟
في الحقيقة …تركيا بعيدة كل البعد عن الوفاء بالتزاماتهاتلك، فآلاف الوثائق و الصور و الفيديوهات و الروايات تشير بما لا يدع مجالا للشك الى مدى الفوضى و غياب الأمن و الاستقرار و سلطة القانون في عفرين ، حيث جرائم السرقة و النهب و السلب و السطو و الاعتقال التعسفي و التعذيب و القتل و التهجير و التوطين الممنهج و الاستيلاء على الأموال و الممتلكات ، كلها تملأ أرجاء عفرين منذ اليوم الأول من احتلالها الى الآن ، و الكثير من تلك الجرائم ترتقي الى مصاف جرائم الحرب و الابادة الجماعية و الجرائم ضد الإنسانية بالوصف المنصوص عنها في القوانين الدولية . و محاولة نسب كل ذلك الى الفصائل المسلحة هي محاولةٌ بائسة لا يمكن بالمطلق ان تنطلي على أحد أو تنفي مسؤولية تركيا عنها بموجب القوانين الدولية .
.
الرئيس أردوغان
رغم كل ما أسلفنا قوله فإننا ما زلنا نرى ثمّة أمل في أن تعيد تركيا النظر في سياساتها تجاه عفرين و الوضع السوري عموما و أن تتدارك آثارها الخطيرة علينا و علىأجيالنا من بعدنا طيلة عقودٍ من الزمن و ربما قرون .
لا بديل عن لغة السلم و الحوار و التآخي و التسامح و غيرها من القيم النبيلة بين شعوبنا و ترك عفرين لأهلها .
يد السلام تمتد اليكم فتفضّلوا بقبولها .
في ١١/٤/٢٠١٩