كوردستريت || الصحافة
نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز مقال رأي لليزا ناندي بعنوان: “لعبة إلقاء اللوم بين المملكة المتحدة وفرنسا على اللاجئين ستؤدي إلى مزيد من الوفيات”.
وتقول الكاتبة إنه بينما تنحدر العلاقات الفرنسية البريطانية إلى حرب كلامية عامة، تركز على الأعراض بدلا من الأسباب، ولا تُعالج الدوافع الحقيقية للأزمة الإنسانية التي بدأت في بحر المانش منذ سبع سنوات.
وأضافت أن الوضع في القنال هو مجرد مظهر واحد من مظاهر التحدي العالمي: عالم يضم 26 مليون لاجئ وصراعات واسعة النطاق ودبلوماسية مختلة وسياسة شعبوية. وأشارت إلى أن الدول سعت إلى التفوق على بعضها البعض بإجراءات غريبة لردع الأشخاص اليائسين.
وقالت الكاتبة إن الاتحاد الأوروبي يدفع الدول لإبعاد طالبي اللجوء. وفيما ترسلهم أستراليا إلى الجزر البعيدة لتتخلص منهم لاحقا، طرحت حكومة المملكة المتحدة فكرة استخدام آلات الموج لردع القوارب.
وتقول: “لكن ما أثار دهشة السياسيين الذين ابتكروا هذه المخططات، أن الناس ما زالوا يتحركون”.
وفي ما يتعلق بما يجب فعله حيال ذلك، تقول الكاتبة إنه يجب أولا أن “نجعل من أولوياتنا التركيز معا، على النزاعات التي لم يتم حلها وعدم الاستقرار المزمن الذي يخرب أجزاء كثيرة من العالم”.
وتشير إلى أن البلدان الرئيسية لأولئك الذين يصلون إلى أوروبا، شهدت جميعها صراعات حديثة أو جارية، مثل سوريا وأفغانستان والعراق والسودان، والتي خفضت المملكة المتحدة مساعداتها لها في الآونة الأخيرة.
وتضيف أنه طالما بقي العالم غير قادر على التعاون لحل هذه النزاعات، مثل الحرب السورية، التي أصبحت الآن أطول من الحربين العالميتين مجتمعتين، سيستمر الناس في التحرك.
وأشارت إلى أنه في الوقت نفسه، سيفاقم تغير المناخ الوضع ويخلق حالات نزوح جديدة.
ولذلك، نحتاج في المرحلة الثانية “إلى العمل معا على خطة للحصول على المساعدة للمناطق الأكثر تضررا من حركة الأشخاص”.
مشيرة إلى أن ترك الناس يقبعون في مخيمات اللاجئين لعقود من الزمان يخلق الظروف التي يكونون فيها مستعدين لرهان كل شيء، حتى الحياة نفسها، من اجل مستقبل لائق.
أما النقطة الثالثة بحسب الكاتبة فهي وكما قال حزب العمال البريطاني، يجب على المملكة المتحدة أن تفتح طرقا آمنة وقانونية من شأنها أن تقوض مهربي البشر الذين يجنون أموالا طائلة من يأس الناس. وتقول إن على بريطانيا تشجيع البلدان الأخرى على فعل الشيء نفسه.
وختمت الكاتبة مقالها قائلة إن الوضع الراهن يفيد مجموعتين فقط: مهربي البشر والسياسيين الشعبويين في جميع أنحاء العالم الذين ليس لديهم مصلحة في التعاون لحل المشاكل الكبيرة والمعقدة للصراع والاضطهاد وتغير المناخ.
واضافت: “طالما استمرت لعبة اللوم، فسيظل البؤس البشري والفوضى واليأس وسيفلت المتسببين بهم من العقاب فقط طالما سمحنا لهم بذلك”. (بي بي سي)