كوردستريت|| الصحافة
نشرت صحيفة “الفاينانشال تايمز” البريطانية مقالاً لإيميل الحكيّم، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، تحت عنوان “حافة الهاوية تلوح في أفق الشرق الأوسط”.
يبدأ الكاتب مقاله بالحديث عن خصوصية الحروب في الشرق الوسط من حيث أنها لا تبقى محصورة في حدود الدول وإنما تمتد وتنتشر ليتسع نطاقها.
ويسرد أمثلة على ذلك من خلال التذكير بالغزو الغربي للعراق قبل عشرين عاماً، والذي قضى على التوازن الإقليمي الذي كان سائداً لمصلحة التفوق الإيراني وأدى إلى ظهور الحركات الجهادية العابرة للحدود القومية؛ كما يذكّر أيضاً بالحرب الأهلية التي اندلعت قبل عقد في سوريا، والتي استقطبت القوى العظمى والمقاتلين المتطرفين، حسب وصفه.
ويقول إنه من المرجّح أن تسير الحرب الدائرة في غزة منذ ثلاثة أشهر على النسق ذاته؛ فعملية فرض واقع الأراضي الفلسطينية على الأجندة الإقليمية كان هدفاً لحماس من بين أهداف هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
ويضيف كاتب المقال بأن “الأيام العشرة الماضية أظهرت مدى قرب المنطقة من شفير الهاوية”، ويدلل على ذلك بالاشتباه بقتل إسرائيل قائد إيراني بارز في سوريا، واغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، في لبنان، وقتل الولايات المتحدة قائدا بارزا في الميليشيات العراقية المدعومة من إيران.
ويرى أن الانزلاق الواضح نحو تدخل بقيادة واشنطن ضد الحوثيين في اليمن قد يكون مؤشراً آخر على تسارع الاقتراب من حافة الهاوية.
ويقول الكاتب إن المرء قد يجد ارتياحاً في حقيقة أن حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله، وعمليات الاغتيال الأمريكية والإسرائيلية السابقة لقادة بارزين في حماس وحزب الله وإيران، لم تشعل فتيل حرب إقليمية واسعة.
لكنه يرى أن هناك اختلافا الآن يتعلق بالسياق والنطاق والإيقاع والإدراك؛ فهناك قتل لعدد أكبر من القادة البارزين وتنفيذ لهجمات أكثر على جبهات متعددة في فترة قصيرة، كما أن الهجوم الإسرائيلي على غزة يتواصل – الأمر الذي يثير عداء شعوب المنطقة.
ويقول الكاتب إن “إيران وإسرائيل هما من سيقرران ما إذا كان الصراع سيتحول إلى حرب شاملة أو سيظل تنافساً على النفوذ الإقليمي”؛ ففي الوقت الذي تخشى فيه إيران من تآكل مصداقيتها وقوة ردعها، فإنها لا تزال ترى أن أفضل وسيلة لتحقيق أهدافها النهائية هي من خلال توجيه ألف ضربة صغيرة عوضاً عن مواجهة مباشرة تكون باهظة التكاليف.
لكن الكاتب يرى أن “الخطر الأكبر لا يتمثل في وقوع انفجار مفاجئ للعنف في عموم المنطقة وإنما في التطبيع البطيء للمستوى العالي غير المقبول للعنف والمعاناة البشرية وغياب الحساسية حيالهما”؛ “فالجهود الدبلوماسية لوقف الحرب لا تحقق نجاحاً يذكر، وحكومات المنطقة تفشل في التدخل، الأمر الذي أوصل الخطر إلى التجارة العالمية من خلال تهديد الحوثيين لحركة الملاحة في البحر الأحمر”.
<
p style=”text-align: justify;”>ويختم الكاتب بالقول إن “الحرب في غزة تذكّر بأن الصراعات لا يمكن تجميدها وتجاهلها. ولا يمكن كسبها في ساحة المعركة فقط، بل يجب حلها بإنصاف مهما كان القيام بذلك معقداً ومحبطاً”. (بي بي سي)