كوردستريت|| الصحافة
نشرت الصنداي تلغراف نقرأ تحقيقاً أجراه غاريث بروان بعنوان “مسلحو معارضة سوريون يقايضون صواريخهم المضادة للدبابات بأي شيء”، يتقصى فيه أوضاع مقاتلين سابقين في المعارضة لم يعد لديهم من يدعمهم.
ويلتقي الكاتب كمثال قائد كتيبة سابق من مسلحي المعارضة، اسمه أبو صالح، أصبح اليوم يعمل سائق شاحنة لصالح شركة توزيع مواد غذائية في مدينة أنطاكية في جنوب تركيا، وحيث لا يزال بإمكانه أن يسمع أصوات الطائرات التي تقصف شمالي غرب سوريا.
وأبو صالح، واحد من كثير من المقاتلين السابقين، الذين يحاولون أن يعيشوا حياة طبيعية إلى حد ما. وبعد عجزهم عن متابعة القتال حاول رجال مثله بيع أسلحتهم بأسعار زهيدة، ومع هذا لا يزالون مصرين على أنهم لم يتخلوا عن قضيتهم، كما يقول براون.
كان ابو صالح، وهو من مدينة اللاذقية، من أوائل المنضمين إلى الجيش السوري الحر، وقاتل القوات الحكومية ومليشيات حزب الله ولواء الفاطميين الإيراني، وعرف إثارة الإحساس بالحرية واقتراب النصر، لكن ذلك قبل تدخل القوات الروسية.
وينقل براون عن أبو صالح أن المقاتلين طلبوا من الولايات المتحدة أسلحة مضادة للطائرات لكي يستطيعوا حماية أنفسهم من غارات المقاتلات الجوية السورية والروسية، وكيف أنهم استطاعوا إسقاط طائرات بأسلحتهم المضادة للدبابات.
وكان أبو صالح من بين مقاتلي المعارضة الذين تواصلت معهم واشنطن عام 2015 ، لكن لم يلبث الدعم الأمريكي أن جف، ثم تخلت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن برنامج دعم المقاتلين المعتدلين في المعارضة السورية. وفي غياب السلاح، وتزايد الدعم الروسي للرئيس السوري بشار الأسد، لم يكن أمام المقاتلين الكثير من الخيارات.
ويتابع قائلاً إن بعض المقاتلين عثروا على داعمين جدد في تركيا، وبعضهم انضموا إلى الجهاديين، وبعضهم جمعوا عائلاتهم وذهبوا إلى تركيا كما فعل أبو صالح، فالرجال إما قتلوا أو غادروا.
ويقول الكاتب رغم أنه من المسوغ تماماً أن يكون لدى أبو صالح حقد تجاه واشنطن، وأن يعتبر أنها تخلت عن مقاتلي المعارضة، إلا أن لومه وعتابه الكبيرين هما على طرف آخر، فأبو صالح يقول “بقية الدول العربية تخلت عنا. أمريكا على الأقل دعمت قضيتنا لفترة، أما الدول العربية فلم تحرك إصبعاً لمساعدتنا. لقد دعموا الإخوان المسلمين ومسلحي القاعدة”.
(بي بي سي)