كوردستريت | مقالات |
بعد أن أجتاحت موجات الثورة والتغيير عواصم كثيرة في الشرق الأوسط و ما تلاها من إنكسارات بسبب الثورة المضادة , وما يحدث في سوريا تحديداً منذ سبع سنوات من عمر ثورتها اليتيمة بسبب التدخلات الدولية والإقليمية و تشابك المصالح وتعدد الصرعات حول الملف السوري ,
وعلى اعتبار أن القضية القومية للشعب الكوردي في عموم كوردستان قضية حية وعادلة فأي تطور في أي جزء من شأنه تحقيق مصالح الشعب الكوردي الحيوية والاعتراف بقضيته القومية في إطار الدول الملحقة بها جغرافية كوردستان وشعبها تكون محل توجس بقية الغاصبين (تركيا ,إيران , عراق , سوريا ) , لهذا بدأ نظام الغدر في ايران بإستمالة حزب العمال الكوردستاني لصالح النظام الاسدي منذ بداية عام 2012 بغية إجهاض دورالحركة السياسية الكوردية في الثورة السلمية , من خلال فرض سطوة منظومة ب.ك.ك المسلحة في معظم مناطق كوردستان سوريا وما نتج بعد ذلك من تشكيل كانتونات وإدارات ذاتية والاستفراد بقرار الحرب والسلم ومنع الحياة السياسية والاستحواذ على الثروة سواء بالشراكة مع النظام أو بالتحالف مع القوى الكبرى ( التحالف الدولي الامريكي ) و (روسيا ) و بالتوازي مع اتساع حدة الصراح كان يأتي الدور المُكلف بالتضحيات , لـ ( ب.ي.د ) على حساب مصالح الشعب الكوردي في سوريا دائما و بدون ترتيب في هذا الإطار.
وبسبب تطورات الصراع بين القوى الكبرى في كثير من مناطق العالم تم تصفية الحسابات على الأرض السورية من خلال تقاسم النفوذ واستخدام القوى المحلية من كل الاطراف وقوداً لآلة الحرب والتكنولوجيا المدمرة , سواء في مواجهة ظاهرة (داعش)الإرهابية المصطنعة أو الإقتتال الطائفي المحتدم والتي تمثلت في العلن بقطبي السنة والشيعة ( إيران وتركيا) في مشهد الإحتراب السوري والداعمان الأساسيان الفعليان لكلا الطرفين المتناحرين , وبعد دخول روسيا الحرب بشكل مباشر ومنع النظام من السقوط وما تلاه من شد وجذب للموقف التركي بعد سقوط الطائرة الروسية , والانقلاب المزعوم ,
ودفع روسيا لـ (ب.ك.ك) بالتحرك في مدن كوردستان الشمالية ( تركيا) والتمترس المسلح في بعض أحياءها بإدعاء تشكيل كانتونات فيها مما حدا بتركيا تدمير تلك المناطق على رؤوس ساكنيها , حينها رضخت تركيا للغطرسة الروسية وتيقنت بأن عليها تغيير قواعد اللعبة ,
بالاستمالة إلى التحالف الروسي الإيراني بدعوى تعاون أمريكا وتحالفها مع ب.ك.ك ( قوات سوريا الديمقراطية ) والعمل على دفع الخطر خارج حدودها للحفاظ على أمنها القومي حسب إدعائها , فوضعت هي وإيران صراعهما المذهبي في المنطقة العازلة بين حدودهما المقتسمة لكوردستان منذ إتفاق جالديران ,
في حين أصبح الصراع يشتد على أوجه على حدود السعودية وتم تحييد دول الخليج في التأثير على الملف السوري بعد الخلاف القطري ودول الخليج الأخرى وذهبت إلى التآمر الأبعد على القضية السورية عندما ساومت على سقوط حلب و بقية المدن حتى وصل بتركيا إلى التآمر مع الروس والايراني والإلتفاف على قرار مجلس الأمن الدولي 2401 بخصوص الهدنة في سوريا والتمادي في عزو كوردستان الغربية (سوريا) وإحتلال منطقة كورداغ (عفرين) بالتعاون مع روسيا وموافقة النظام ومن خلفه ايران ,
نحن أمام خطر حقيقي يتمثل في إستخدام الدولة التركية الفاشية للمخزون البشري من اللاجئين السورين على أراضيها كمرتزقة كما حصل في ( عفرين ) للتضحية بهم بدعوى مقاومة المشروع القومي الكوردي مثل ما تم المساومة على حقوقهم مع الاتحاد الأوربي لتحصيل مليارات الدولارات بدعوى منع الهجرة , حيث أصبحت القضية السورية مطرح للمساومة على حساب الدم السوري , في حين يستمر أبواق منظومة ب.ك.ك الاعلامية على إيقاعها القديم والتحضير لفكرة خيانة الشعب بعد سقوط عفرين بدلالة التعاون مع المحتل التركي , فيما الخوف والتوجس يسودان البيت الكوردي المتناثر بفعل مغامرات هذه المنظومة الكارثية , من تكرار سيناريو غرب نهر الفرات في شرقه .