كوردستريت – عباس أنور /
النزوح الداخلي الذي أجبر عليه المدنيين منذ بدء الثورة السورية له مخاطر عدة , وخاصةً على الطبيعة الديموغرافية للمدن ،ويبدو أن محافظة الحسكة تنال نصيبها من هذا التغيير الحاصل على اﻷرض ،حيث يبلغ عدد سكان محافظة الحسكة مع المناطق والبلدات التابعة لها حوالي 1.5 مليون نسمة حسب آخر الاحصائيات.
.
فمدينة الحسكة وحدها تضم حوالي 300 ألف نسمة حسب آخر احصائية , وحسب التقديرات تتوزع بنسب ( 40% من الكورد و40% من العرب و20% من المسيحيين ) ،وعلى مدار السنوات الخمس اﻷخيرة شهدت الحسكة حركة هجرة كثيفة لأسبابٍ عديدة ,حيث صرح ” جورج طبو ” عضو مجلس كنائس الحسكة لشبكة كورد ستريت اﻹخبارية بأنه كانت توجد في مدينة الحسكة ” 6500 ” عائلة مسيحية , أما اﻵن فعددهم لا يتجاوز ” 2000 ” عائلة كحد أقصى، أما الكورد والعرب فهجرتهم تأتي في أطر أخرى , فيمكننا القول بأنه يوجد فرد واحد على اﻷقل من كل عائلة متواجد خارج الحدود السورية , ناهيك عن هجرة العائلات ككل، كل هذا وإضافة الى الوافدين من المحافظات خلّف خللاً في الطبيعة الديموغرافية للمدينة , حيث تستضيف الحسكة مايقارب ” 140 ألف ” نازح وفق آخر دراسة استقصائية للشبكة السورية لحقوق اﻹنسان ووفق OCHA مكتب التنسيق للشؤون اﻹنسانية التابع للأمم المتحدة بأن الحسكة كانت ثاني محافظة شهدت كثافة في حركة النزوح حيث بلغ أعدادهم ” 222481 ” نازح من الفترة المتراوحة بين كانون الثاني وتموز 2015 اضافة الى عودة ” 67500 ” نازح إلى الحسكة خلال اﻷشهر اﻷخيرة حسب مكتب التنسيق نفسه.
.
كل هذا ساهم في خلق حركة انسحابية للمدنيين من الجنوب إلى الشمال حيث قاطني مدينة الحسكة اتجهوا إلى الشمال والوافدين من دير الزور والمحافظات من الداخل السوري تمركزوا في المدينة , فتغيرت نسب التوزع السكاني للمدينة , ويمكننا القول بأنه باستمرار كل ذلك لن يبقى للمكون المسيحي أي أثر خلال السنوات القادمة.