
الثقافة ليست حكراً على المتعلم فقط !
كوردستريت – مقال
بقلم نيجرفان مراد
ليس غريباً أن المتعلم كائناً له خصوصيته ومتكبر في بعض الوقت مع الغير متعلم، ويعيش تقلبات مزاجه، ويهرب الى حد لا يتعامل معهم في أغلب الوقت، ويدخل في في أي نقاش بحجة أنهم ليسوا من مستواه العلمي، فكم هو الجهل نقمتنا القاسية، وكم هو ثقيل أن تكون متعلماً ديكتاتورياً.
كثيرا ما يتبادر إلى ذهني هذا السؤال: هل ثقافة الانسان مرتبطة بشهادته العملية أو بمستوى وعيه وثقافته ؟
قد يعارضني الكثير للوهلة الاولى ويقول بان العلم مهم بلا جدال, ولكني أجد أن حياة المتعلم مليئة بالمصاعب والهموم لأنه لا يرضى بأي شيء ولأنه في صراع دائم مع نفسه كي يكون الأفضل قدر المستطاع.
من ناحية أخرى أرى بأن حياة الإنسان الغير مثقف هي حياة بسيطة لا هم له فيها سوى ان يعيشها كيفما كانت وارى بانه مرتاح البال وقانع بالقليل فهل يا ترى ثقافة الإنسان وعلمه وشهادته هي مصدر سعادته أم هي مصدر قلق مستمر؟
من هنا بدأت الفجوة
حيث تجد أغلب خريجي المؤهلات العملية العليا والمتوسطة غير ناجحين في الحياة أو العمل، وهذا الأثر السلبى يرجع إلى عدم اهتمام الخريج بالثقافة والاطلاع على ما كل هو جديد من خلال طرق مختلفة منها قراءة الكتب، والتواصل مع الاخرين أثناء المرحلة التعليمية، والمشاركة في الندوات والانشطة الطلابية بالجامعة، وهذا جعل الخريج شخص “متعلم غير مثقف “
وبالمقابل تجد فئة من الناس لم يحالفها الحظ في الحصول على تعليم عالي أو متوسط ولكن تجد لدية فكر واسلوب راقي في التعامل مع الاخرين, وتكشف أن لديهم ثقافة علمية وسياسية كبيرة من خلال تجارب الحياة التي مرو بها أو من خلال الأحداث التي عاشوا معها
تعتبر الثقافة كمقياس لمدى الرقي الفكري والأدبي والاجتماعي للأفراد، المؤسسات، والدول، ولا يقتصر مفهوم الثقافة على الفكر وحسب، بل تتعدى لسلوك الفرد الذى يضمن له حياة أكثر سهولة ويسر وإيجابية.