2016-04-13
جمعة إبراهيم
.
إن تشكيل أي إطار أو الإنضمام إليه يعني بأن هذا الإطار يعبر عن قناعة ورأي المنضمين له وهو تعبير عنهم و خاصة عندما تكون طرفاً مؤسساً و مؤثراً فيه و لكن المصيبة عندما تدعي برأي يخالف الإطار الذي تمثله . و في هذا السياق بات بعض القيادات في صفوف الأولى لبعض الأحزاب الكوردية المنضوية تحت سقف المجلس الوطني الكوردي في الآونة الأخيرة يغني خارج السرب و يتناغم مع من قام منذ يومين بإختطاف أحد رفاقه في الحزب و ضربه و تعد هذه الإشارات إشارات غير إيجابية للحزب و المجلس الذي يتعرض للضغوطات بسبب مواقفه. إن تبلور الخلافات الحزبية الداخلية على صعيد الإعلام والإختلاف في تصريحات قيادات الحزب الواحد لا يخدم المجلس لأنه كان الأجدر بالحزب الذي يمثل شريحة واسعة من المجتمع الكوردي و يعد أحد الأحزاب الرئيسية في المجلس أن يقوموا بحل خلافاتهم في داخل حزبهم قبل ظهورها للعلن . أما بالنسبة للمفاوضات في جنيف و إستمرارها فالقوى والدول الكبرى ما تزال مقتنعة حتى الآن بعدم مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD بالمفاوضات و تعتبر المجلس الوطني الكوردي هو الذي يمثل الكورد في هذه المفاوضات و أغلب الدول التي تدعم PYD عسكرياً ترفض اعتبارهم شريك سياسي لإن المعارضة السورية ما تزال تعتبر حزب PYD حليف وشريك للنظام السوري و تهدد بإفشال المفاوضات في حال مشاركتهم .
.
ومن هذا المنطلق بدأ حزب الاتحاد الديمقراطي PYD بشن حرب شرسة على المجلس الوطني الكوردي ووفده المتمثل في مفاوضات جنيف و يريدون من المجلس الإنسحاب ليكونوا هم في مكانهم لأنهم يعلمون بأن عدم مشاركتهم يعني خسارتهم لكل شيء فالمفاوضات تتم برعاية دولية و ما سينتج عنه سيكون ملزماً للجميع المشارك و الغير المشارك . وعلى الرغم من حاجة الحركة السياسية الكوردية في كوردستان سوريا لمشروع موحد و مشترك وخطاب سياسي موحد يعبر عن مواقف جميع الكورد وهذا الأمر يحتاج إلى رؤية مشتركة للحل و قابلية للعمل المشترك بين الجميع لكن تمسك أحد الأطراف بزمام الأمور وإصراره بالتفرد بالحكم في كوردستان سوريا و عدم قبوله بالمختلفين معه و إعتباره من لم يكن معه بالخيانة يعتبر عائقا كبيراً و لن يتم أي إتفاق إلا إذا كان هناك قناعة جادة لدى الجميع و جميع الدلائل توضح بأن هذا الأمر لن يتوفر على المدى القريب لأن المصالح تعد عائقا أمام ذلك .
.
جمعة ابراهيم عضو قيادة اوربا لحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا